إياد الصالحي وضعت استقالة المدير الفني لمنتخبنا الاولمبي راضي شنيشل اعضاء الاتحاد على المحك بعدما اختار الاخير الانسحاب من المهمة في وقت متأخر مسوغاً ذلك بتلكؤ برنامج الإعداد وعدم جدية الاتحاد في اتمام مستلزمات تحضير لاعبيه للتصفيات القارية المقبلة التي لم يبقَ على بدئها سوى شهرين ونيف ، الأمر الذي يسترعي تسمية المدرب الجديد من دون مماطلة لكي يُحدد "مبكراً" ملامح التوليفة ومنهاجه الخاص قبل خوض التصفيات.
وهنا لابد من اسداء النصيحة للاخوة في الاتحاد لا يهمنا فيها سوى مصلحة وسمعة البلد بعيداً عن تصفية الحسابات التي غالباً ما تحضر خلفياتها على طاولة اجتماع الاتحاد المقرر عقده اليوم لحسم تسمية المدرب بالرغم من نفي ناجح حمود نفسه وتأكيده ان كفة مصلحة الوطن هي الارجح في جميع المناقشات والتمحيصات الدقيقة لسيرة كل مدرب مرشح للمهمة الوطنية ، وخلاصة نصيحتنا ان يبتعد الاتحاد عن لعبة اصلاح شأن جهة وتخريب شأن جهة أخرى ، أي ان استقرار عدد من المدربين المميزين مع انديتهم وهي تدخل مرحلة عصيبة من المنافسة على اللقب أو الاقتراب من منصته في المرحلة الثانية للنخبة لا يعني انهم الخيار الأنسب للاتحاد ، بل العكس من ذلك فان تجريدهم من دورهم معها يسهم في إرباك عمل الاندية في حال التفرغ مع الاولمبي ، ونحسن الظن دائماً أن موضوعة عدم ازدواجية العمل مع المنتخب والنادي لا تزال تشكل خطاً أحمر في سياسة الاتحاد.واذا ما دخلنا في صلب النصيحة من دون لف او دوران نرى ان المدرب يحيى علوان هو المرشح الأقرب فنياً ونفسياً للعمل مع الاولمبي استناداً الى مسألتين نراهما غاية في الاهمية ، أولاً انه المدرب الكفء الوحيد الذي ينفرد بتجارب جيدة مع المنتخبات في السنين الاخيرة بين زملائه خلافاً لقضية الحظ الذي لم يرافقه في بعضها حاله حال كثير من المجتهدين الذين لم يجدوا طرقهم سالكة نحو اهدافهم في مستطيل عجيب مكنون بالاسرار خذل منتخبات عريقة في انصاف الثواني.. وثانياً رب ضارة نافعة كما يقال ، فتخلي ادارة نادي الزوراء عنه بعد رحلة ناجحة "من وجهة نظره" جاء في موعد مناسب ليأخذ قسطاً من الراحة قبل ان يقرر وجهته المقبلة لاسيما في دوري تتلاعب به اهواء ادارات هي الأحرص على مصائر فرقها من غيرها ، وبالتالي من الممكن ان ينيط الاتحاد المهمة لعلوان بحكم كونه الأصلح وفق ظرفه الحالي فضلاً عن خبرته مع لاعبي المنتخبات التي نعوّل عليها كثيراً بعدما تأكد لنا ان المدرب الشاب مهما كانت سمعته لن تسعفه في انقاذ مركب كرتنا عندما يشتد تلاطم الظروف من حوله وبالتالي نريد من ذلك عدم اهتزاز المنتخب الاولمبي مرة اخرى خاصة بعد ان افتقد المدرب العزيز شنيشل الى الخبرة في موضوعة عدم مراجعة الحالات الفنية للاعبيه مثلما فات عليه الانذار المشؤوم للمدافع فيصل جاسم وكذلك ضبابية القراءة الفنية لبعض المباريات التي خذله فيها عطاء اللاعبين وشراسة الصراع في المجموعة التي نال زعامتها المنتخب الاماراتي الشقيق عن جدارة واستحقاق .الجدير بالاشارة ان المنتخب الاولمبي المرتقب حسم تسمية مدربه اليوم ليس منتخب طوارىء نسعى للخلاص من مهمته ثم حله ، كلا نريده منتخب الأمل الحقيقي وهو روح الاندية وليس نقمة لها ، وسبق لزيكو ان اشاد به ويسعى الى ضم عدد كبير من عناصره الى المنتخب الاول ، ولهذا لابد من الاهتمام بنوع المدرب الذي سيقوده ومديات عقده وستراتيجية الاهداف الموكلة اليه ، أما بقاء الاتحاد رهن تجريب المدربين في كل مهمة وطنية بحجج ومسوغات ثبت فشلها فانه يقود الكرة فعلا الى الهاوية خاصة مع فئة مهمة من لاعبي الاولمبي الخلف الصالح لأسود المنتخب الوطني في المستقبل القريب.
مصارحة حرة : الأولمبي .. نقمة الأندية !

نشر في: 31 مارس, 2012: 09:23 م