د. معتز محي عبد الحميدلا يمكن لأحد منا أن ينكر شغفه بين الحين والآخر لسماع كلمات من الشكر والثناء والتقدير التي تعطى وتمنح عادة مقابل كل عمل أو جهد نقوم به ، فهي في الحقيقة تعطي دافعاً معنوياً ونفسياً يؤدي ، ولو بنسبة معقولة ، إلى رفع درجة الاستعداد النفسي لتقبل ضغوط العمل والتحديات مهما كانت كبيرة ،
وفي ذات الوقت تعمل كمحفز داخلي للإبداع وزيادة الإنتاجية ، لذلك فإن كلمة شكر قد تغني وتعوض في كثير من الأحيان عن مكافآت مادية ثمينة، لأن التقدير المعنوي له وقع كبير على نفسية أي شخص أكثر من التقدير المادي . وهذه حقيقة يعرفها من لديه عزّة نفس واحترام ذات .البعض تكون كلمات الشكر والثناء والتقدير لها أهمية كبيرة عندهم، ويكون لها مفعول السحر عليهم ، فهناك من ينتظرها بفارغ الصبر وقبل إن يكون لها أي مقابل أو انجاز يمكن إن تمنح لأجله ، ومنهم من يشترط منحها له قبل انتهاء المهمة التي توكل إليه ، وآخرون يريدونها بمناسبة وبغير مناسبة ، ومنهم من تأتيه دون إن يطلبها .. وهكذا.وهناك أيضا أشخاص يتعففون عن طلبات كلمات الشكر ، ويعتبرونها إضافة لا تعنيهم لأنها لا تغني ولا تسمن في نظرهم ، وما هي إلا مجاملة يراد بها إرضاء الشخص الذي قام بعمل ما ، في حين يعتبر هو ما قام به واجباً لا يستحق الشكر عليه ، فأداء الواجب هو عمل الشخص اليومي الذي يقوم به ويحصل بموجبه على راتب شهري يتقاضاه ، أما الشكر فيأتي مقابل الأعمال الإضافية المتميزة والإبداعية التي تقدم قيمة مضافة للعمل الأساسي ، وترفع من مستواه ، ويعتبر من قام به مبدعا ومتميزا في العمل .. ولكن عندما تفقد كلمات الشكر والتقدير مصداقيتها وقيمتها المعنوية والجوهرية التي وجدت من اجلها بسبب فقدانها لمعاييرها الصحيحة التي يجب إن تقوم على أساسها ، فهي تصبح بلا معنى ، ويكون مردودها سلبياً في كثير من الأحيان ، وقد تأتي بنتيجة عكسية ، مثال ذلك عندما يكلف مجموعة من الأشخاص بمهمة معينة ، وتتفاوت نسبة انجازاتهم في هذه المهمة حسب طبيعة عمل كل واحد منهم ، وبانتهاء تلك المهمة تأتي كلمات الشكر والتقدير والمكافأة بنفس القدر للأشخاص الذين بذلوا جهودا جبارة في انجاز المهمة ، والأشخاص الذين كانت أدوارهم ثانوية أو هامشية ، فيتساوى الجانبان في كفتي الميزان ، وبتكرار هذه العملية تصبح عبارات الثناء والشكر لا قيمة لها بالنسبة للأشخاص الذين يبذلون الجهد الأكبر في العمل ويدركون إنهم في نفس الكفة مع من لا يستحقونها ، في حين يراها الآخرون فرصة رائعة لإظهار بعض النقص الذي يعانون منه ، والإيحاء لمن حولهم بأنهم مجتهدون والدليل على ذلك ما حصلوا عليه من شكر وثناء . وأخيرا عزيزي القارئ ... ما هو شعورك وأنت تشكر على شيء من دون مقابل ؟ وما هو شعورك وأنت تنتظر الشكر الذي تستحقه بجدارة ولا يأتيك أبدا؟!
تحت المجهر: شكراً لرجال السيطرات
نشر في: 1 إبريل, 2012: 07:06 م