يوسف فعلكشفت ملاعب فيتنام التي احتضنت مباريات الدور الحاسم للمنتخبات الاولمبية المؤهلة الى اولمبياد لندن 2012 المستور عن الصورة البائسة لملاعبنا الفقيرة التي تعد بوضعها الحالي كأنها من المواقع التراثية التي تحتفظ بنكهة التاريخ وعبقه.
وقضية بناء الملاعب في البلاد فصولها متداخلة تمتزج بين الكوميديا والتراجيدية تحيط بها الوعود الكاذبة التي لم تعد تنطلي على الوسط الرياضي بعدما ازاحت شمس الحقيقة التي لا تحجب بغربال تلك الألاعيب واظهرت اساليبها الملتوية ، وتعرّف الجميع على ان اغلب الملاعب التي شُيدت تحتاج الى اصلاحات جديدة وان ملاعبنا تستحق بجدارة تصنيف المعهد الدولي للابنية الرياضية في العالم الذي عدّها الأسوأ في العالم. والمتابع لمباريات المنتخبات الاولمبية في فيتنام البلد الفقير الذي تنهش جسده من دون رحمة الازمات المادية يتأسف كثيراً على بؤس حال الملاعب في بلد النفط والخيرات الوفيرة التي يمكن الارتقاء بواقعها نحو الافضل بقليل من الاخلاص والنزاهة ، واضافة ملاعب اخرى في كل محافظة من الطراز الرائع تضرب به الأمثال ، وليس كما يحدث حالياً تقام الملاعب بطريقة اسقاط فرض تهدر فيها الاموال الباهظة من دون جدوى، ما يجعلنا نندب حظنا العاثر على سقوط المنشآت الرياضية في مستنقع الفسادين المالي والاداري اللذين أطاحا بجميع اماني وطموحات الرياضيين بأن تتحول احلامهم الى سراب!والغريب ان هناك مطالبات عدة من مختلف الاتحادات الرياضية باقامة البطولات الدولية للالعاب الفردية والجماعية بينما نفتقر الى اهم مستلزمات نجاحها من انعدام البُنى التحتية والامور اللوجستية الاخرى، وهذا ماحوّل جميع المطالبات الى قضايا اعلامية للاستهلاك المحلي لاسيما ان الدول المجاورة المتنافسة للحصول على شرف الضيافة تفوقت علينا بمسافات واسعة اصبحت لها السطوة الكبيرة والقوة المتنفذة لاختيار هذه البطولة او تلك بينما نحن لا نستطيع اقامة بطولة محلية ونوفر لها مفردات النجاح.وبين جدلية قلة الملاعب والسعي لإقامة البطولات الدولية معضلة من الصعب فك رموزها ما يتطلب من القائمين على الشأن الرياضي ايجاد مناخ مناسب تسوده النيات الصادقة والرؤية المتطورة والافكار المتجددة بعيداً عن الدس في العسل لإسقاط الآخرين للحصول على اكبر الغنائم المادية من دون نتائج ايجابية على ارض الواقع التي ألقت بظلالها السلبية على مجمل الحركة الرياضية. لذلك لابد ان تبادر وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع اللجنة الاولمبية الوطنية لتشكيل لجنة عليا تضم مجموعة من الخبراء والمتخصصين ونجوم الرياضة وترتبط بها لجان مماثلة لها في المحافظات تعمل وفق رؤية متطورة لوضع خارطة طريق للنهوض بواقع المنشآت الرياضية والارتقاء بها الى مديات اوسع ، لان بقاء الوضع على ماهو عليه من البؤس الرياضي للملاعب لا يتناسب مع القوة الاقتصادية للبلد مع طموحات الرياضيين.وأزاء هذا الموقف نحن بأمس الحاجة الى ثورة تنظيمية ترافقها صحوة ضمير وبراعة الافكار لإنهاء ملف سوء الملاعب التي ارهقت الرياضيين واصبحت مثاراً للتندر من قبل الاشقاء والاصدقاء ، ولتجاوز ارهاصات الماضي وذكرياته المخيبة للآمال على الجميع البدء بمرحلة جديدة من العمل المخلص لكتابة حكاية مشرفة تسهم بنسيان آثار الانتكاسات السابقة التي لم نحصد من ورائها سوى الخيبة والانزواء بعيداً عن ميدان التطور الرياضي.
نبض الصراحة: كوميديا الملاعب
نشر في: 1 إبريل, 2012: 07:39 م