ترجمة: ابتسام عبد الله
في الـ 16، كان جورج هوريل حائراً في أن يصبح رساماً أم قسيساً، وفي واشنطن حيث مسكنه قدم للعملين آملاً ان يستقر في النهاية على شيء معين، ولكنه استلم الموافقة على الطرفين.
وجورج هوريل، انفصل عن زوجته وهو في الـ40 من عمره، وانتقل الى هوليوود، ليقدم للعالم أجمل الصور الفوتوغرافية، وأضفى على الفنانين سحره ورقته وفي ذلك الفن يعتبر الشيء الذي يحافظ على سحره دائماً.
ومع ذلك، فحتى إلى وقت قريب، كان الحكم الصور الفوتوغرافية التي التقطها من خلال موضوعاتها وليس اللمسات الفنية التي تضمها، بل ان توقيعه على الصورة، بدأ يفقد لونه مؤخراً، حتى أخذ كوبال بجمعها وتصنيفها في السبعينات ثم حفظها، إن أسعار هذه الصور الفوتوغرافية (والتي تعد بالمئات) غالية جداً، ونادراً ما تظهر في الاسواق، ولكن ما أن تظهر بعضها، حتى يطالب بالآلاف منها تلبية لرغبة الجمهور.
ما الذي يجعل صورة هوريل ساحرة الى هذا الحد؟
وقال هو ذات يوم متحدثاً عن أسلوبه: "أبرز ما يميزني هو استخدم الظلال بدلاً من إنارة الوجه كلياً وخاصة عند الوجنتين والفم وكان استاذاً في وضع اللمسات الاخيرة للصورة، مفضلاً تصوير الشخصيات بدون مكياج، كي يقوم هو بعدئذ بعمل الظلال لها في الصور السالبة.
لقد جاء هذا العبقري إلى هوليوود، في زمن الفتنة والسحر، وقد تم تعيينه في شركة مترو غولدين ماير، بعد أشهر من بدء مرحلة الكساد الاقتصادي في أميركا، ومع ان الناس كانت تقف في صفوف طويلة من اجل الحصول على رغيف الخبز، فأنهم ظلوا يحتفظون بنقود كافية للذهاب الى السينما ورؤية سحر الممثلات والممثلين.
وكان هوريل قدم الى كاليفورنيا بدءاً برسم أماكنها الطبيعية، لكنه تحول الى التصوير الفوتوغرافي من اجل الحصول على المال، وقد رأى رامون نافارو، بطل الافلام الصامتة، احدى صوره، واتفق لتصويره، ثم جاءت نورماشيرر اليه، لا ترتدي غير ثوب طويل ذهبي، أطرافه من الغراء وسرعان ما بدأ يصور كافة النجوم من غريتا غاربو الى كلارك غيبل، بيتي ديفيز، همغري بوغارت وإيرول فلين، وكانت ذروة مسيرته في أوائل الاربعينيات، عندما ا ختار لفيرونيكا ليك تلك التسريحة التي اشتهرت بها، وأيضاً عندما صوّر جين راسل، على كومة من القش وقد اشتهرت النجمتين بتلك الصور، التي تحولت الى ملصقات كبيرة الحجم اشتراها الجنود في الحرب العالمية الثانية.
وعندما عاد هوريل من الخدمة العسكرية وجد ان التصوير الفوتوغرافي، لم يعد مرغوباً في عالم السينما.
وعندما أعيد اكتشافه في السبعينيات وتسليط الضوء على أعماله، كان أصدقاؤه القدامى بعيدون: رامون نوفاروف قد قتل، توفيت ميزونيكاليك نورماشيرد وغرينا غاربو، بعيد كان عن الأضواء، كانت الوحيدة الباقية من أصدقائه، جون كرافورد، والتي توفيت بعدئذٍ في عام 1977.
وانتعش خط هوريل في الثمانينات مع عودة السحر والفتنة والإغراء، ومن اللواتي صورهن، ستازون ستون، ولم تكن شهيرة آنذاك وقالت عنه، لقد صورني أكثر من ألف مصور، والتقطوا لي مئات الصور، ولكن جورج وحده، استطاع بأربع صور، أن يقدمني بشكل جيد ومناسب.
جورج هوريل: أستاذ الصورة الساكنة في زمن السحر والفتنة
نشر في: 16 أكتوبر, 2012: 06:02 م