TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: "النجف" عاصمة الثقافة الغبارية

وقفة: "النجف" عاصمة الثقافة الغبارية

نشر في: 1 إبريل, 2012: 07:57 م

 عالية طالبقضيت ثلاثة أيام في مدينة النجف الشرف ، تشربت فيها رئتاي وتبقعت فيها ملابسي وتخشب شعري، والتهبت عيناي، وتيبست بشرتي، ومشيت فيها أميالا لم أخطها منذ أشهر ، كل هذا الهناء جاءني بسبب اليافطات العديدة التي امتلأت بها شوارع المدينة وهي تشير إلى أن النجف عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2012
والذي تم الغاؤه او تأجيله " الله أعلم" لاسباب قد لا يسعها عمودي هذا. المدينة اغلب شوارعها تم قلعها من اجل عمل مياه الصرف الصحي والتي كما قيل أعطيت لشركة ما منذ أكثر من عام ثم جاءت الشركة التركية لتكسي الشوارع فاعترضت على أعمال شركة الصرف حسبما  نقل الإعلام وطالبت بإعادة العمل لأنه غير جيد ، ثم توقفت أعمال الشركتين بانتظار من نحتكم إليه ليحل المعضلة !! وكل ما حصلت عليه المدينة هو إكساء شارع " الروان" في حي الأمير بطابوق الأرصفة بدلا من الإسفلت ومعروف أن المدن التي تتعرض لسقوط الثلوج تكسى شوارعها بالطابوق لتفادي الانزلاق فأية ثلوج تنزل في النجف لنجعل شوارعها تصدر أصواتا عند حركة العجلات وكأننا في " منخل" !! تجولت في حي الزهراء والأمير والشارع المؤدي إلى الكوفة وتلوثت بكل أنواع الغبار والأطيان والحفر والمطبات وحمدت الله على أن الفساد حفظ ماء وجه المدينة من إقامة الملتقى حتى لا نكون مدعاة لضحك امة الإسلام علينا ونحن نعلن استعدادنا لإقامة ملتقاهم في شهر آذار بكل قوة واقتدار تليق بيافطاتنا المرحبة بعاصمة الثقافة وتتوسطها يافطات اخرى لصورة "المحافظ" الذي من المفترض انه هو اول المسؤولين عن حجم الخراب الهائل الذي يضرب شوارع المدينة كالزلزال .وحين هربت من كل ما أرى وتوجهت لزيارة الأمام "علي" " ع" كان علي أن اركن سيارتي قبل كيلومترات من المكان أو أدور حول الشارع الحولي الذي يحيط المدينة واصعد من منطقة بحر النجف إلى المرقد، ولأنني لم أكن ادري بما ينتظرني من مفاجأة فقد فضلت الخيار الثاني ، وهنا انهارت رئتاي اللتان تشبعتا بالغبار النجفي بعد أن أجبرت نفسي على ارتقاء سلالم تزيد على عشرة طوابق للوصول من بحر النجف إلى الشارع المؤدي للمرقد الشريف !!وحين وصلت إلى آخر نقطة في القمة رثيت لحال كبار السن والأطفال والعجائز وهم يسحبون أجسادهم بأنفاس متقطعة في مدينة خصص لها 200 مليار لتهيئتها كعاصمة ثقافية فما عرفت كيف توفر سلما كهربائيا أو مصعدا ينقل زائريها من بحر النجف إلى المرقد ، وما عالجت تخسفات شوارعها وسوء أعمال صرفها الصحي ونفاياتها التي أيضا كلفت بها شركة تركية أثبتت فشلها في العمل وكأن نفايات المدينة ومجاريها واكساء شوارعها  معضلة لا يمكن حلها الا بتوزيع صور المحافظ واسمه على أرجاء المناطق لنخفف عبء تعب السكان والزوار بمجرد النظر إليه وهو يرقبنا بنظرة عبوس تقول لماذا  تنتقدون مدينة تأمر الفساد على تأجيل الاحتفاء بها وحسنا فعل !! وان كنتم لا تصدقون فما عليكم إلا زيارتها لتروا حجم الزلزال الذي ضربها والعياذ بالله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram