TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > أزياء الزعماء.. البعض يبحث عن الموضة وآخرون يستعرضون محليّتهم

أزياء الزعماء.. البعض يبحث عن الموضة وآخرون يستعرضون محليّتهم

نشر في: 1 إبريل, 2012: 08:31 م

 أمستردام / عدنان أبو زيد تظل هيئة الزعيم السياسي ومظهره الخارجي، مرآة تعكس شخصيته ، وتميط اللثام عن ذوقه و أهوائه، ولعل هذا الأمر ينطبق كثيرا على زعماء حكموا في العراق وليبيا وكوريا الشمالية، زيمبابوى، ودول أخرى حين تطرفوا، ليس في سلوكهم السياسي فحسب، بل في ذائقتهم التي لم تستمد روحها من تراث شعوبهم وفولكلورها بقدر ما كانت إرضاء لدوافع الشهرة وحب الذات.
لكن الأمر ينعكس تماما عند زعماء آخرين، حرصوا اشد الحرص على ارتداء الزي المستمد من فولكلور شعوبهم، من مثل القائد الكردي الملا مصطفى البارزاني، ونهرو، وغاندي في الهند، وزعيم التبت، آثروا الزي الشعبي على الزي الرسمي الغربي الذي اجتاح أسلوب الحياة في اغلب دول العالم.وعربيا، كان الرئيس الليبي السابق معمر القذافي هو الأكثر لفتا للأنظار بين الزعماء، ولم يستمد القذافي شكل وتصميم أزيائه من تراث شعبه قدر استنباطه من أحلامه و تخيلاته، وحين وصلت إليه أنباء عن انتقادات البعض له، شرع في ارتداء الزي الليبي المتمثل بالجبة الواسعة والعباءة الطويلة الملقاة على الأكتاف في محاولة لتعبير (متأخر) عن أصوله البدوية.وشددت الثورة الإسلامية في إيران التي اندلعت في العام 1979 على ( تحريم ) ارتداء ربطة العنق (الغربية) لأنها تمثل من وجهة نظر الأيديولوجية الدينية، سلعة غربية يتوجب على المسلم عدم تقليدها .وفي ذات الوقت، كان ارتداء اللباس لرجال الحكم والسلطة، يمتاز بالبساطة، بينهم الرئيس الإيرانى محمود أحمدي نجاد، التدريسي الجامعي المنتمي للطبقة الفقيرة، وفي إيران أيضا فإن رجال الدين يعتزون بلباسهم المكون من الجبة والعباءة والعمامة ولا يتخلون عن زيهم أبدا حتى وان مارسوا السياسة وتقلدوا مناصبها.لكن رئيسا مثل عمر البشير (الرئيس الحالي لجمهورية السودان تتنوع أزياؤه بين الرسمية الغربية والعسكرية والقبلية والفولكلورية، فحين يظهر بين القبائل يرتدي عمامة وجلباباً، وبين العسكر بدلة حرب تزهو بالنياشين، وزي المحاربين القبليين حين يتوغل في زياراته إلى أعماق مناطق القبائل.واهتم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران (1916-1996)، بارتداء ربطات العنق الأنيقة بألوانها الحادة، وكان عاشقا لبدلات الصوف. كما ارتدى القبعات التي تحمل علامة (هومبرج) التجارية. وشارك ميتران في اهتماماته، الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ( رئيسا من 1995 و له لغاية 2007 ) في اقتناء البدلات الأنيقة من دار أزياء (ايف سان لوران) و( ديور) و( ادريانو سيفونيلي . ويحرص اغلب ملوك وأمراء الخليج، وكذلك زعماء الهند وباكستان وأفغانستان على ارتداء الزي الشعبي. وفي اليابان فان الملك والأميرات يظهرون باللباس الفولكلوري التاريخي في المناسبات.ويرى التشكيلي العراقي ستار كاووش في حديث لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز) أن "الأزياء مرآة لطبيعة المجتمع وثقافته، ويفضل الزعماء ارتداء الزي الرسمي، وهو البدلة الغربية بربطة العنق، لكن بعضهم يستغل مناسبة معينة لارتداء زي شعبه التقليدي". وينظر كاووش إلى الظاهرة من وجهة نظر فنية فيقول إن "ارتداء الزعيم الزي الشعبي أو الفولكلوري يضفي بعدا جماليا لشخصيته ويقربه من الجمهور".وحصل الرئيس الأفغاني حامد قرضاي على لقب "أكثر رجال العالم أناقة على هذا الكوكب" من مجموعة جوتشي العالمية. لكن قرضاي لم يسلم من النقد الذي وجهته إليه جماعة "الناس من أجل الحيوانات" الهندية بسبب قبعته الشهيرة المصنوعة من فرو الخراف والمعروفة باسم "القركول"، الذي يصنع عن طريق ضرب نعجة حامل حتى يتم إجهاضها، وعندما تجهض النعجة يتم إخراج الخروف الجنين الذي يكون لديه فرو ملتو قوي..وحين زارت ملكة هولندا بياتريكس دولة الإمارات العربية المتحدة العام 2012 وهي المشهورة بقبعاتها الأنيقة ارتدت حجابا تحول إلى مشكلة سياسية في بلادها وأوروبا على حد سواء. فقد وصف حزب الحرية الهولندي، الذي يتزعمه خيرت فيلدرز، قرار الملكة بارتداء الحجاب بأنه إضفاء لشرعية قمع النساء.وفي هذا الصدد تقول آنا مايك خبيرة الأزياء إن "زي الملكة ( الإسلامي) أثار الكثير من الاهتمام بغض النظر عن التفسيرات التي رافقته، إلى درجة أنها صممت غطاء رأس يستوحي من المزج بين القبعة الهولندية والحجاب الإسلامي".لكن الناشطة النسوية تيمور احمد المقيمة في هولندا تقول   لـ(آكانيوز) انه "تصميم غير عملي، على الرغم من فكرته الذكية، لأن المسلمين ببساطة لا يرتدون القبعة".وحرص زعيم كوريا الشمالية الراحل كيم إل سونغ (15 أبريل 1912 - 8 يوليو 1994) طوال حياته على ارتداء البدلة التي كان يطلق عليها (العمالية)، حيث أصبحت رمزا سياسيا يحرص الكوريون على ارتدائها كأحد تعابير الولاء للزعيم.وتميز في غالب الأحيان زعماء الأنظمة الشمولية بالبدلة (الشمولية) أيضا، ليتخذها بعض الزعماء (جلبابا) واسعا يرتديه الشعب، وبين هؤلاء الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو (رئيسا منذ العام 1959 ولغاية 2008 ) الذي كان يقول إن البدلة العسكرية التي يرتديها لن تنزع إلا بتحقيق (طموحات) الجماهير، ولأجل ذلك أطلق لحيته أيضا.واشتهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر (15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970)، بارتدائه الملابس الإفرنجية ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

مقالات ذات صلة

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

 متابعة المدى " بدأتُ بالترجمة وأنا لا أعلم إنْ كان ما فعلته هو ترجمة. لذلك، لم أنشر القصّة القصيرة الأُولى 'حديقة كيو' لـ فيرجينيا وولف وبقيَت في درجي إلى أنْ اهترأَت!". بهذه الكلمات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram