سعـد المشعلاثار حضور زيكو الى بغداد ارتياحا لدى جمهورنا الرياضي لكنه لم يضع حداً لحالة القلق التي مازالت تفرض نفسها لدى الجميع بشأن استعدادات منتخبنا الوطني في رحلة التصفيات الأخيرة لكأس العالم .
صحيح ان منتخبنا حقق نتائج ايجابية في الجولة الثالثة له ونجح في تصدر مجموعته ، إلا أن الصحيح أيضا هو ان القلق سيبقى حاضراً لدينا جميعا حتى موعد المواجهة المرتقبة مع الأردن في الخطوة الاولى لهذه المرحلة أمام الأردن في الثالث من حزيران المقبل ، وليس من شك في ان للقلق هذا دوافعه التي يستمد فيها واقعيته من جوانب عدة ، منها ما يتعلق بالاختبارات التي أجراها المدرب البرازيلي زيكو لبعض اللاعبين المتواجدين ضمن صفوف المنتخب بعد الإطلاع على مستوياتهم الحقيقية من خلال اللقاءات الماضية وفيما إذا كانت ملبية للطموح، وهل ستكون فترة إلاعداد كافية قبل موعد لقاء الأردن كي تحقق كتيبة اسود الرافدين الفوز الأول وتحصد نقاط المباراة المهمة هذه وهو ما يمكن ان ينعش آمالنا في التنافس الى حيث نطمح في ان نكون على رأس مجموعتنا هذه بحثاً عن بطاقة التأهل المباشرة للوصول الى نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 2014 بعد أن تحقق هذا الحلم لمرة واحدة في تأريخ الرياضة العراقية عام 1986 في المكسيك.كما انه يتساءل أيضا عن طبيعة الاستعداد للمباريات اللاحقة وهل سيدخل زيكو المنتخب الوطني بمعسكر يفي بالغرض مع بعض الاختبارات لمجموعة من اللاعبين والتأكد من جاهزيتهم قبل اللقاءات الحاسمة أم سيكون التجمع قبل المباراة بيومين مثلما حدث من قبل ،مع الإشارة هنا الى أن على الاتحاد ان يسعى الى توفير أكثر من مباراة تجريبية تسهم في تهيئة لاعبينا لمبارياتهم المقبلة ؟ أما‏ بشأن الاختبارات فالكثيرون يعتقدون أن هناك لاعبين شباباً أفضل مستوى من بعض المحترفين، وهو ما يجب أن يعرفه زيكو من خلال الإطلاع على مستوياتهم الحقيقية بعد أن وعد بذلك خلال حضوره الى بغداد خصوصا أولئك الذين يمثلون صفوة اللاعبين المحليين حيث دخلت فرق كبيرة في المنافسة للتعاقد معهم وكان اختيار الملاك التدريبي لهم واستدعاؤهم للمعسكر التدريبي للمنتخب وإشراك البعض منهم في المباريات الرسمية موضع اهتمام الجميع لاسيما بعد ان ظهر بعض لاعبينا المحترفين بمستويات تختلف تماما عمّا يقدمونه في الدوريات العربية والخليجية والإيرانية. يجب إجراء مباراة ودية للمنتخب على الأقل بين الوطني والاولمبي على ارض ملعب الشعب ليطلع زيكو على مستويات اللاعبين وتكون مفيدة نسبياً وسيظهر فيها اللاعبون على مستوى جيد وستمكن زيكو من الوقوف على مستويات اللاعبين وإمكانياتهم من خلال هذه المباراة والوصول إلى الجاهزية المطلوبة‏ خصوصاً إذا تم التوافق بين خبرة المحترفين وشبابية العناصر الجديدة وهو مزيج ممتاز فيما لو أحسن المدرب زيكو استثمار قدرات اللاعبين وخاصة الشباب واختصار الزمن في وضع الأسلوب التكتيكي المناسب.ان البطولات الكبيرة وخاصة العالمية منها تحتاج إلى لاعبي خبرة وتجربة إضافة بالطبع الى اللاعبين الشباب الموهوبين بعد التأكد من مدى أهليتهم لان المجال قد لا يحتمل التجريب بعد فوات الأوان مثلما لا يحتمل المجازفة لان أية خسارة لا سمح الله قد تضعنا في موقف صعب او ربما تطيح بآمالنا في المنافسة.ربما يكون الجهاز الفني للمنتخب قد وضع في حساباته أن تكون الأولوية للمحترفين ولكن لابد من تدعيم الفريق وتطعيمه في مراكز عدة ، وهذا يرجع تقديره للجهاز الفني فهو الأجدر في تحديد الموقف وهو من يتحمل المسؤولية في النهاية.
رأيك وأنت حـر: مازلنا قلقين يا زيكو
نشر في: 3 إبريل, 2012: 08:26 م