 الموصل / نوزت شمدينأعلن أصحاب مولدات الكهرباء الأهلية في مدينة الموصل، إضراباً جزئياً عن العمل، احتجاجا على خفض الحصة الشهرية المقررة لهم من زيت الغاز (الكاز) من قبل وزارة النفط.وامتنع معظم أصحاب المولدات عن تشغيلها يوم الاثنين الماضي في الوقت المحدد (الثانية ظهراً)، وبدلاً من ذلك بدأ التشغيل في الخامسة مساءً، وفي حين اعتصم عدد منهم في بعض المناطق، مطالبين المحافظة بالتدخل لإعادة حصصهم من الوقود، هدد آخرون برفع الأجور، وتقليص ساعات التشغيل.
وكانت وزارة النفط قد قلصت الحصص المقررة للمولدات الكهربائية، التي كانت 35 لتراً مقابل كل (KV) واحد لتصبح 15 لتراً فقط لكل (KV).وكان أصحاب المولدات الأهلية في مدينة الموصل، قد هددوا في وقت سابق من العام الماضي بالإضراب عن العمل، بعد خفض حصصهم من الوقود، قبل أن تقرر المحافظة تقليص ساعات التشغيل ساعة واحدة، وتسمح برفع الأجور بمقدار 1000 دينار عن كل أمبير، ليصبح التشغيل من الثانية ظهراً وحتى منتصف الليل، بسعر موحد يبلغ سبعة آلاف دينار للأمبير الواحد.ومع إعلان أصحاب المولدات إضرابهم، هددت محافظة نينوى بمحاسبة أصحاب المولدات المخالفة لتوقيتات التشغيل المتفق عليها، من خلال مفارز مكلفة بمراقبة عمل المولدات في جميع أنحاء نينوى.وقال الناطق الرسمي باسم محافظة نينوى سعد زغلول لـ"المدى": إن الحكومة المحلية اتخذت إجراءات سريعة لإعادة الحصص المخصصة للمولدات من الوقود خلال اليومين المقبلين.ووصف المضربين بأنهم "يعزفون على الوتر النشاز، في الوقت النشاز"، دون إمعان في النظر واتباع الحكمة في التعاطي مع الحق عبر وسائله المشروعة خارج إطار الإضرار بالمصلحة العامة ومصلحة المواطن بالدرجة الأساس، بحسب تعبيره.وأضاف زغلول أن المحافظة سوف تتخذ إجراءات باتجاه توفير زيت الغاز (الكاز) خلال اليومين المقبلين وتعويض أصحاب المولدات من الوقود وإيصال حصصهم كاملة إليهم، بعد الاتفاق مع مدير توزيع المنتجات النفطية في المحافظة.ودعا إلى الإنهاء الفوري للإضراب والعودة  إلى العمل وفق السياقات التي كانت متبعة سابقا وبالتوقيتات المعلنة.أصحاب المولدات بدورهم، عبروا عن غضبهم لاستمرار الخفض المتكرر لحصصهم من الوقود، دون مراعاة لظروفهم، مشيرين إلى أنهم توصلوا إلى قناعة تامة بعدم الجدوى الاقتصادية لعملهم في ظل الخفض الجديد لحصص الوقود، لذا تم اللجوء إلى الإضراب لإيصال أصواتهم إلى الجهات المختصة.وذكر أحدهم لـ"المدى"، وهو سلام محسن كامل، يملك مولدة في أحد أحياء شرقي المدينة السكنية، أن حصة مولدته خفضت من 8500 لتر من الوقود، إلى  3000 لتر، أي بنحو الثلثين، مؤكدا أنه لن يستطيع تعويض الكمية المخفضة من السوق السوداء لارتفاع أسعارها.وأشار إلى أنه لا يستطيع رفع أجور الكهرباء لأنه سيتعرض لعقوبة من قبل جمعية المولدات الأهلية، والمحافظة، فضلاً عن رفض المواطنين الشديد لذلك، مبينا أنه لم يكن أمامه سوى القبول باتفاق جرى بين معظم أصحاب المولدات على الإضراب عن التشغيل في ساعات معينة، لحين تنفيذ مطالبهم.كفاح دحام عضو مجلس محافظة نينوى، عبرت عن استغرابها من قيام وزارة النفط بتقليل حصة وقود المولدات مجددا، وكذلك حصص الأفران من النفط الأبيض، وقالت في حديثها لـ"المدى": إن التوقيت لذلك لم يكن مناسباً على الإطلاق، بسبب تنامي الحاجة إلى الطاقة الكهربائية بعد الارتفاع النسبي في درجات الحرارة.ولفتت إلى أن تقليص حصص الوقود جاء في وقت سيؤثر فيه توقف المولدات الأهلية عن العمل على التلاميذ والطلبة المنخرطين في أداء الامتحانات أو الماضين في الاستعداد لها.ودعت كفاح وزارة النفط إلى العدول عن قرارها، بل وحتى دعم أصحاب المولدات بكميات إضافية، لأن دورهم كبير في التعويض عن نقص الكهرباء الوطنية، على حد قولها.