أربيل-المدى هاني فحص رجل الدين المتنور الصديق الوفي للشعب العراقي القابل باتهامه بالعراق عن طيب خاطر ، بل وترصد واصرار الرجل المتنور والنازف مع الجرح العراقي ألقى كلمة في افتتاح المعرض في ما يأتي نصها :
تحية للاستاذ العزيز فخري كريم المستغل الأكبر لعلاقاته الثقافية من اجل مثل هذه الفعاليات الثقافية والحضارية .أنا فوجئت بتقديمي لإلقاء كلمة وأخشى ان تكون كلمتي مجرد إضافة كمية الى الكلام العراقي والكردي لأني متهم بالعراق ومُقِر بهذه التهمة ومعتز بها ومن العراق دلفت الى كردستان وانا لديّ رغبة في ان أتواصل مع الشعب الكردي لأن وصلة الجراح والآلام والذكريات المُرة بيننا وبينكم عظيمة وعميقة. لا أُريد ان أطيل.. انا من الذين بشـّروا بالعراق وحلموا بالعراق وجربوا الصبر في العراق ورأوا في العراق مشروعا نهضويا بكامل شروطه ، لذلك إني الآن لا أسامح أحداً في العراق اذا كان لا يأخذ هذا الحلم بنظر الحسبان، لا أُسامح احداً يقصِّر في تقصير زمن نهوض العراق.وايضا كنا قبل التغيير في العراق نغضب ونلعن من يتجاهل آلام العراقيين وجراحهم نتيجة الظلم البعثي الذي شوّه معنى العروبة والذي حوّل القومية الى عنصرية تقتل صاحبها قبل ان تقتل من تعتبره عدوها والآن هناك شعوب عربية تتألم في هذا المخاض الصعب نتمنى من العراق ان تكون ذاكرته قوية وألا يُميـّز بين مستبد ومستبد آخر. لا أُريد ان اطيل واني اتمنى لكردستان ان تسير بهذه الحيوية والوتيرة المتسارعة في العمران والازدهار واتساع الفضاء الثقافي، وأؤكد كلام معالي وزير الثقافة لأني شاركت مكوناته الأصيلة والرؤية الكردية لهذا التنوع الجميل.اتمنى لهذه الحيوية والمشهدية العميقة ان تحوّل الى عدوى في العراق كله من اربيل الى البصرة، وهناك معوقات حقيقية للتنمية لعل الفساد أبرزها.وكردستان هذا الطائر ، بل الفينيق الذي قام من رماده فقدم لنا مثلا ونموذجا يُحتذى به أما الذي بيننا من خلافات او اختلافات او تمايز فهو طبيعي وسنبقى معا على انتاج الثقافة لأننا لا نستطيع ان ننسج معرفة بمعزل عن الآخر.
هاني فحص: نتمنى من العراق أن تكون ذاكرته قوية وألا يُميـّز بين مستبد ومستبد آخر
نشر في: 3 إبريل, 2012: 10:22 م