أربيل/ المدىوصل إلى مطار أربيل الدولي الشاعر السوري الكبير أدونيس ضيفاً على معرض أربيل الدولي السابع للكتاب، وقد عبّر ادونيس عن سعادته بزيارة كردستان ومساهمته في المعرض الذي اعتبره تظاهرة ثقافية كبيرة في العراق. ومن المؤمل أن تعقد ندوة خاصة للشاعر على هامش معرض الكتاب.
يذكر أن معرض أربيل الدولي للكتاب في دورته السابعة ويستمر من الثاني من نيسان وحتى الحادي عشر منه. وكان أدونيس قد نشر مقالاً بشأن الثورات العربية أثار جدلا، قال فيه إنه من شروط انخراطه الكامل في ثورة عربية تتلخص في أن تقوم مبادئ هذه الثورة على فصل الدين عن الدولة، وتحرير المرأة من الأحكام الدينية التي تحول بينها وبين المساواة مع الرجل في الحقوق والحريات، وتأسيس ديمقراطية تضمن حريات الأفراد وسيادتهم على قراراتهم واختياراتهم وتضمن التعددية وحق الاختلاف، ورفض العنف بجميع أشكاله ومستوياته، والرفض القاطع لأي تدخل أجنبي.وادونيس هو علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار أدونيس شاعر سوري ولد عام 1930 بقرية قصابين التابعة لمدينة جبلة في سوريا. ويعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية.استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية. ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب. كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية والنقدية بالإضافة لإتقانه الرسم وخاصة بالكولاج.وقد صدرت بعض الدراسات النقدية عن إنتاج أدونيس الأدبي، ومنها كتاب بعنوان "أدونيس بين النقاد" قدمه المفكر العربي العالمي إدوارد سعيد فيه بأنه الشاعر العربي العالمي الأول. كتب كثيرة تناولته بالنقد والتجريح، وكتب كثيرة وصفته محاوراً. وبرغم ترشيحه المتكرر من قبل بعض المؤسسات الثقافية لنيل جائزة نوبل، إلا أنه لم يحصل عليها.الجوائز التي حصل عليها: جائزة الشعر السوري اللبناني. منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ، الولايات المتحدة 1971. جائزة جان مارليو للآداب الأجنبية. فرنسا 1993. جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو روما، إيطاليا 1994. جائزة ناظم حكمت، إسطنبول 1995. جائزة البحر المتوسط للأدب الأجنبي، باريس، فرنسا. جائزة المنتدى الثقافي اللبناني، باريس، فرنسا 1997. جائزة الإكليل الذهبي للشعر ، مقدونيا 1998. جائزة نونينو للشعر، إيطاليا 1998. جائزة ليريسي بيا، إيطاليا 2000. جائزة غوته (فرانكفورت) 2011. وفي إطار الفعاليات التي يتضمنها معرض الكتاب في نسخته السابعة وبحضور رئيس المؤسسة الأستاذ فخري كريم شهدت أربيل الأمسية الفنية التي أحياها الفنان والمبدع العراقي المغترب نصير شمة في قاعة الشهيد سعد عبد الله في أربيل التي تتسع لأكثر من ألف شخص. والفنان شمّه اغترب عن وطنه العراق في تسعينيات القرن الماضي وادخل تجديدات وتكنيكات على آلة العود وحصد الكثير من الجوائز العالمية ويحل ضيفا على معرض الكتاب الدولي السابع للكتاب.كانت القاعة تغص بالحضور من النخب الثقافية والإعلامية وضيوف المعرض من المثقفين العرب، فيما كان الوصول إلى القاعة صعبا للغاية بسبب ازدحامات السيارات التي تقل الجمهور المتعطش للفن النبيل والى لغة الشعوب المشتركة. وقد قابل الجمهور صعود شمّة إلى منصة المسرح بعاصفة من التصفيق. قدم شمّة مقطوعة لصمود المرأة الفلسطينية في مواجهة العسف الإسرائيلي، للوفد الفلسطيني الحاضر بشخص مستشار الرئيس الفلسطيني يحيى يخلف والأستاذ احمد عبد الرحمن، ومقطوعة أخرى رائعة لشهداء الحرية في سوريا تعاطف معها الجمهور واستحسنها. وعزف الفنان نصير معزوفة قديمة للمبتورة أياديهم وأرجلهم في الحروب التي تعرض لها الشعب العراقي عزفها بأنامل يده اليسرى في إشارة إلى تعاطفه مع ضحايا الحروب الذي أصيبوا بالعاهات ونالت المقطوعة تعاطفا شديدا من الجمهور. ثم عزف للجمهور مقطوعة عن بلدة شقلاوة السياحية وهي عن ذكريات طفولته في المدينة التي اسماها "جنة الله في الأرض". وقال شمّة بين استراحة معزوفاته انه سيسافر "هذه الليلة (أمس) بعد انتهاء الحفلة، وأضاف سأسافر إلى بغداد برغم تحذيرات الأصدقاء والأقارب"، ووصف علاقته ببغداد العاصمة بأنها تشبه، العاشق الذي يرى في معشوقته "النقص كمالا" وأضاف "هكذا أنا مع بغداد".
الشاعر الكبير أدونيس في أربيل..ونغمات نصير شمّة تحلق في سماء كردستان
نشر في: 3 إبريل, 2012: 10:41 م