TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: ثلاثية المالكي

العمود الثامن: ثلاثية المالكي

نشر في: 3 إبريل, 2012: 11:09 م

 علي حسينأخيراً.. نبأ مفرح وطمأنينة اجتاحت نفوسنا الحيرى، السيد رئيس الوزراء نوري المالكي يبلّغ الأمة العربية وعموم سكان الكرة الأرضية أن رياح ربيع العرب ستتكسر عند بوابة بطل الأمة العربية ومنقذها من الضياع بشار الأسد، علامات البشرى جاءت بعد أن وصل عدد القتلى من الأبرياء إلى 9000 آلاف قتيل،
ذنبهم الوحيد إنهم نادوا بالديمقراطية وبتداول سلمي للسلطة، وطي صفحة الحزب الواحد والرجل الواحد والشعار الواحد. ولأنني مثل ملايين العراقيين اتابع يوميا خطب السيد المالكي ومؤتمراته الصحفية التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.. وهي مؤتمرات يسعى القائمون عليها إلى استخدام الصوت العالي في مواجهة الآخرين، غير محكومة بمواقف او رؤى ثابتة او راسخة، فأحيانا نجهز السفن لنجدة البحرين، بعدها نعلن أننا لن نسمح للتظاهرات المؤيدة للشعب البحريني، أحيانا تجدنا لطفاء وهادئين ثم فجأة نعتقد أن الجميع أعداء لنا وعلينا أن نعلن الحرب عليهم. في كل المرات التي فتح فيها السيد المالكي الملف السوري كان التناقض علامة بارزة في خطابة، ولا أريد ان اذكر القارئ بأنني في هذا المكان اقتبست عبارة للمالكي قالها قبل ثلاث أعوام ندد فيها بنظام بشار الأسد وحمله مسؤولية التدهور الأمني في العراق متهما الحكومة السورية بتشجيع الإرهابيين وتسهيل مرورهم إلى الأراضي العراقية. وبعيدا عن المانشيتات التي كانت تنشرها الصحف العراقية والمواقع المقربة من الحكومة حول الدور السوري في ما حصل في العراق من مآسٍ ومذابح على يد الجماعات الإرهابية، فان هذا الموقف سرعان ما تغير وأصبح الرفيق بشار الأسد الحارس الأمين لبوابة العراق ولابد من إطلاق صيحات النجدة من اجل أن ينتبه الضمير الإنساني ليقدم العون إلى هذا الرئيس الوديع والمسالم والذي يحاصره الدهماء والمتطرفون.قبل اشهر ظل ائتلاف دولة القانون يحذر من الفوضى التي ستصيب المنطقة لو ان المحتجين استطاعوا تغيير النظام وتنفيذ مخططاتهم في إلغاء دولة الحزب الواحد، الا ان الموقف تغير في لحظات التحضير للقمة العربية وصار لزاما على الاسد ان ينفذ رغبات شعبه ويرحل غير مأسوف عليه، وما ان حط المؤتمر رحاله وغادر اخر مسؤول عربي حتى خرج علينا السيد المالكي بثلاثيته الجديدة التي قال فيها : " إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد " لن يسقط " متسائلا " لماذا يسقط؟ " و إن " لغة استخدام القوة لإسقاط النظام سوف لن تسقطه، قلناها سابقا وقالوا شهرين فقلنا سنتين، ومرت سنة الآن والنظام لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط؟ " .خطورة ما قاله السيد المالكي أنه يعطى انطباعا خاطئا بنسبة كبيرة أن هذه الأفكار هي آراء العراقيين جميعا الذين عانوا من عقود من التسلط والدكتاتورية لحقتها سنوات طوال من عنف الارهاب القادم من خلف الحدود، من المؤكد لو أن العراقيين كان لهم الخيار لكانوا اول الشعوب التي تقف مع الاشقاء السوريين فالنضال الحق ان تكون مع الناس لا مع المستبدين، اذن لا يمكن ان تكون غالبية الشعب على خطأ ، والمالكي ومقربوه على صواب .ما استغربه هو أن ائتلاف المالكي يريد ان نصدق أن هناك مؤامرة يقودها الشعب السوري ضد حكامه وان هذه المؤامرة لو نجحت – لا سمح الله – فإن العراقيين سيكونون اول المتضررين، لو أن الشعب المصري والتونسي والليبي واليمني تآمروا ضد مبارك والقذافي وبن علي وصالح فإنني سأصدق ان الشعب السوري يتآمر ضد بشار الأسد .أتخيل العراقيين بعد ان سمعوا ثلاثية المالكي فإنهم سيخرجون إلى الشوارع معبرين عن الامتنان والشكر الكبير للسيد المالكي، ليس فقط على ثلاثيته الجديدة وانما على تحذيره المتواصل من الربيع العربي، وتأكيده بأن العراقيين يعيشون ربيعهم الخاص منذ تسع سنوات، والمطلوب تذكيرهم باستمرار بالانتصارات الكبيرة التي حققتها الحكومة وهي تقضي على البطالة وتؤسس لدولة القانون والمؤسسات وتشجع الكفاءات وترفض المحاصصة الطائفية وتحارب سرقة المال العام وتسجن المزورين، وتنشر العدل الاجتماعي وتمقت الخطاب الطائفي.بل عليهم ان يتذكروا الانتصارات العظيمة التي حققتها قواتنا الامنية، في اذلال المتظاهرين وقمعهم، وفي تنفيذها لخطة امنية دفعت صحفياً مصرياً شهيرا لأن يكتب " وديتوا الشعب فين " وهي الخطة التي استحق عليها جنرالات الحكومة الترقية الى مراتب اعلى لم يحصل عليها مؤسس الجيش العراقي جعفر العسكري .. الم اقل لكم أن للربيع العراقي حلقات مسلية اخرى لا تشبه أي مسلسل هندي حتى ولو كان بثلاثة آلاف حلقة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram