 بغداد / دعاء آزادتتميز المنطقة الخضراء عن سائر مناطق العراق بعدة امتيازات جعلتها تبدو وكأنها خارج حدود البلد، لا تتأثر بما يحدث فيه من اضطرابات أو اختناقات أو أزمات، إذ لسكانها أفضلية في جميع الخدمات، فضلا عن تحصينها إعلاميا وذلك بمنع تسرب أي معلومة بخصوص هذه المنطقة، فيما يعتبرها بعض السياسيين منطقة مقدسة لا يجوز المساس بها.
وضمن عمل "المدى" في متابعتها للمواضيع الهامة، يناول هذا التقرير كمية الطاقة الكهربائية التي تصل إلى المنطقة الخضراء ومدى تأثيرها على المنظومة العامة للطاقة في بغداد، لكن الموضوع جوبه برفض وانزعاج شديدين من بعض أعضاء لجنة الطاقة النيابية، إضافة إلى التكتم على المعلومات المتعلقة بالموضوع، ويرافق ذلك خشية بعض الخبراء من الكلام عن أي شيء يخص المنطقة الدولية.إذ أبدى عضو لجنة الطاقة والنفط النيابية فرهاد الأتروشي انزعاجه، من تناول "المدى" للموضوع واتهمها بإثارة الشارع ضد سكان المنطقة المحصنة أمنيا، وهو لا يرى "ضير في تجهيز المنطقة الخضراء بـ24 ساعة يوميا".وقال في اتصال هاتفي: إن "إدارة البلد تجري من هذه المنطقة فجميع الدوائر المهمة فيها لاسيما مجلسي النواب والوزراء، فضلا عن رئاسة الجمهورية والهيئات المستقلة"، مضيفا "أنتم تحاولون إثارة الشارع ضد المنطقة الخضراء".وبين الأتروشي أن "كمية الكهرباء التي تجهز بها المنطقة الخضراء لا تؤثر على منظومة الطاقة في البلد"، لافتا إلى أن "العراق يعاني من أزمة في الطاقة وهو بحاجة إلى نحو 15 ألف ميكا واط فما هو تأثير كمية الطاقة التي تستهلكها المنطقة الخضراء مقارنة بذلك؟".وتضاربت الأنباء بين الحكومة ومجلس النواب بشأن مستوى تجهيز البلاد بالكهرباء، ففيما تؤكد لجنة الطاقة الحكومية أنها تصل لـ6500 ميكا واط، تشكك نظيرتها في مجلس النواب بهذه الأرقام وتقول إن الطاقة المتوفرة حاليا لم تتخط حاجز الـ4000 ميكا واط.الأتروشي أضاف "هناك بنايات سكنية في المنطقة الخضراء مكونة من سبعة طوابق وأكثر، وهو ما يتطلب استخدام المصعد وبالتالي لابد من توفر الكهرباء طوال الأربع والعشرين ساعة"، متسائلا "هل من المنطق أو المعقول أن يستخدم النواب والوزراء والمسؤولون في الدولة السلالم للوصول إلى شققهم"، بحسب تعبيره.ولا يعير الأتروشي أهمية لحجم الطاقة الكهربائية التي تصل المنطقة الخضراء، مبينا "أنها تتراوح ما بين 5 - 10 ميكا واط يوميا، وهذه الكمية لا تؤثر على المنظومة العامة، لكن هذا لا يعني أن المنطقة الخضراء لا تشهد انقطاعات في التيار الكهربائي، إذ يحدث خلل فني يمنع وصول الطاقة إلى سكان المنطقة بين آونة وأخرى"، لكنه أقر بأن فترة انقطاع التيار "لا تتجاوز الـ3 ساعات لا تتكرر بشكل يومي".غير أن مدير عام كهرباء الكرخ غالب باقر أكد لـ"المدى"، أن "المعدل الأعلى للطاقة الكهربائية المجهزة للمنطقة الخضراء تصل إلى 50 ميكا واط يوميا"، مشيرا إلى أن "المنطقة ستشمل ببرنامج القطع المبرمج حسب قرار مجلس رئاسة الوزراء".وأوضح أن "700 ميكا واط من الطاقة هي حصة جانب الكرخ الذي تقع المنطقة الخضراء ضمنه".في حين نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس ما ذكره مدير كهرباء الكرخ، إذ قال في اتصال هاتفي مع "المدى": إن "حصة المنطقة الخضراء من الكهرباء 5 ميكا واط فقط يوميا".بدوره لم ينف عضو لجنة الطاقة والنفط النيابية فرات الشرع أن "كمية الطاقة المجهزة للمنطقة الخضراء لها تأثير سلبي على منظومة الطاقة العامة للبلد، ولكن بشكل قليل وهذا التأثير بدأ يضعف ويقل يوما بعد آخر حتى تتساوى الخضراء مع بقية المناطق"، على حد قوله.ولفت الشرع في حديثه لـ"المدى" إلى أن "المنطقة الخضراء شملت بقرار مجلس الوزراء الأخير بترشيد استهلاك الطاقة".يشار إلى أن مجلس الوزراء اصدر قرارا في شهر حزيران عام 2010، يقضي بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة الخضراء والوزارات والدوائر الرسمية ومنازل المسؤولين، فضلا عن مقرات الأحزاب، وهو ما يوفر أكثر من 1000 ميكا واط، بحسب ما ذكر مسؤولون، غير أن قطع الكهرباء عن المنطقة لم يدم سوى أيام معدودة بعد اعتراض النواب والمسؤولين الساكنين في المنطقة.