علاء حسن على طريقة النظام السابق في عرض ردود أفعال المواطنين من أهالي العاصمة بغداد حول بشرى رفع السيطرات والتخفيف من الإجراءات الأمنية المشددة، عرضت فضائية تابعة لأحد الأحزاب المشاركة في الحكومة تقريراً مصوراً ،
يتضمن التعبير عن ارتياح طلاب الجامعة والأشخاص العاملين في حديقة مبنى الفضائية الواقع في أول مطار مدني في العاصمة بالإجراء الجديد بوصفه مكرمة ، ستخلص الأحياء البغدادية من ظاهرة انتشار العسكر.التقرير جاء قبل تنفيذ القرار ، وعلى طريقة الترويج بمنح المكرمات وتنفيذ المطالب، وزف البشائر لإشاعة الفرح والسعادة بين صفوف العراقيين.في الأيام المقبلة وحينما يتأكد أبناء العاصمة من تطبيق القرار على الأرض، ستنطلق الزغاريد ، و"نطش الواهلية" على رؤوس القادة الأمنيين ، لأنهم وبجهودهم الجبارة ، وعلى مدى أكثر من ثماني سنوات، ضمنوا لنا استقرار الأوضاع الأمنية ، وجعلوا ثيران الإرهاب ترفس من أثر الضربات الموجعة ، ففرت خارج البلاد، تطاردها سكاكين وسواطير القصابين للإفادة من لحومها لإقامة ولائم في الهواء الطلق احتفاء بالبشرى المنتظرة .احد العاملين بقسم التنضيد في إحدى الصحف اليومية بزمن النظام السابق له قصة مع "زف البشرى" حينما أخبرته منظمة الحزب آنذاك بأنه سيتسلم مكرمة، وعليه مراجعة مقر الفرقة الحزبية، الرجل كان يسكن في غرفة مع أطفاله العشرة، ولأنه يجيد الغناء دخل إلى مبنى الجريدة ، يردد أغنية تعبر عن سعادته وانشراحه، فتضامن معه بقية الزملاء بعد معرفتهم بان صاحبهم ينتظر مكرمة، ربما تنقذه من استعمار الإيجار، وما عزز قناعتهم باحتمال حصول انتقالية حضارية في حياة موظف التنضيد أن رئيس التحرير اخبر رئيس القسم بان يطلب من الموظف مراجعة فرع الحزب في منطقته اليوم التالي. وأمام المسؤول الحزبي قال الموظف انه يعمل في الجريدة الفلانية ، ويحمل نوط الشجاعة ويسكن في غرفة بإيجار شهري، فسلمه المسؤول كتابا إلى بلدية المنطقة، مع رسالة خطية تتضمن الإشارة إلى أن الموظف جدير بالمسؤولية. في اليوم التالي وفي ساعة مبكرة توجه موظف التنضيد إلى مبنى البلدية، فاستقبل بحفاوة وتقدير تليق بسمعته، وإخلاصه وشعوره بالمسؤولية، لأنه من حملة أنواط ذلك الزمن، ويعمل بجريدة اسمها يكفي لإثارة الخوف لدى اكبر مسؤول، وبعد توجيه الأسئلة وتدقيق البيانات والمعلومات ، خصصوا له سيارة فاستقلها بصحبة احد منتسبي البلدية ، توجهت إلى خارج العاصمة بغداد ، وعند الوصول إلى المكان، وجد موظف التنضيد نفسه داخل ارض شاسعة، فقدر أن مكرمته ستكون قطعة ارض بمساحة 400 متر، وأثناء دقائق الاسترسال بالحلم الجميل، خاطبه موظف البلدية: "أستاذ تفضل استلم" مشيرا إلى هياكل حديدية كانت موجودة وبأعداد كبيرة في الجانب الآخر.أثناء العودة طلب موظف التنضيد من مرافقه سيجارة لينفث همومه مع دخانها بعد أن تأكد أن البشرى والمكرمة المخصصة له كانت حاوية نفايات ، ستوضع بقرب المنزل الذي يشغل فيه غرفة واحدة، ليكون مسؤولاً عن حث أهالي الحي على وضع نفاياتهم في حاوية الزبل.
نص ردن: بشرى ومكرمة
نشر في: 6 إبريل, 2012: 10:11 م