TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: والسلام ختام

نص ردن: والسلام ختام

نشر في: 7 إبريل, 2012: 09:37 م

 علاء حسن الأطراف المشاركة في الحكومة علقت آمالها  على المؤتمر الوطني لتجاوز الأزمة السياسية ، وهذا  الإطار العام في المواقف المعلنة  يشبه إلى حد كبير رسائل "أيام كبل" عندما كان البعض يبعث  بـ "مكتوبه" أي الرسالة إلى أهله وأقاربه وأصدقائه، تبدأ  بعبارة صباح الخير إذا كان صباحا، ومساء الخير إذا كان مساءً،
 ثم يدخل بصلب الموضوع بإرسال مبلغ من المال أو الإسراع بقضاء حاجة ثم يختتم الرسالة بتوجيه التحيات لحضرة الولد والولدة، والرضائع كافة، يقصد الأخوات، ثم السلام ختام، مع الرجاء بعدم قطع "المكاتيب"، وشكرا لساعي البريد.جميع الأطراف طالبت باعتماد الدستور لحسم الخلاف، وتسوية الملفات العالقة، وباستثناء ائتلاف واحد لا غير، كان الحديث عن اتفاق أربيل،  يشغل الجميع لأنه وضع أسس تشكيل الحكومة الحالية وفي ضوء بنوده  تجاوز العراق أزمة استمرت عدة أشهر بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، وبعد وضع الحصان بموقعه الصحيح أمام العربة، سارت العملية السياسية على المسار الصحيح وسرعان ما تعثرت، لأسباب يراها البعض بالتنصل عن تطبيق اتفاق أربيل، ومحاولات الممسكين بالسلطة بفرض هيمنة الحزب الحاكم، واختراق الدستور، والتوجه نحو التفرد والاستبداد، يا ستّار يا حافظ ، ولكن بإعلان الجميع التمسك بالدستور ، أصبحت الأزمة السياسية مجرد أقاويل وتصريحات  ولا تصل إلى مستوى  الافتراق ، والتشرذم ، فظلت حكومة الوحدة الوطنية الحالية، تتلقى جرعات منشطة  بالسلام على الأهل فرداً فرداً، وبالشكر لساعي البريد على طريقة "مكاتيب أيام كبل". بعض القوى السياسية غير المشاركة في الحكومة، ترى في عقد المؤتمر الوطني فرصة لتجمع كبير لن يرقى إلى التوصل لحلول جذرية لأصل المشكلة المتعلقة بطبيعة النظام السياسي في العراق،  وبغياب الفهم المشترك لهذا الأمر سيجعل الأزمات تتناسل، على الرغم من المواقف المعلنة بخصوص التمسك بالدستور، والحرص على ضمان نجاح العملية السياسية. بعد أن نجحت الأطراف المشاركة في الحكومة في أن تضع الحصان أمام العربة المحملة بأثقال مطالب الشركاء، اتضح أنها تسير ببطء ، وتحتاج إلى تشريعات وتعديلات دستورية، وقبل هذا وذاك إلى أجواء سياسية،  تؤكد توطيد الثقة بين  الشركاء، وابتعادهم عن تبادل الاتهامات ووضع الشروط المسبقة لحضور المؤتمر الوطني،  والعمل على أن تكون مقرراته ايجابية، تسهم وبشكل نهائي في تجاوز الخلاف، لتتمكن عربة العملية السياسية من تجاوز العقبات والمطبات، ثم تحقيق أهداف وتطلعات الشعب العراقي المعطلة منذ قرابة تسع سنوات.يقال وعلى ذمة بعض أعضاء مجلس النواب بأن نجاح المؤتمر المرتقب سيكون الفرصة الأخيرة لتجاوز الأزمة وتدارك مخاطرها، وبخلاف ذلك،  وفي ضوء الأحداث في المنطقة سينتقل الربيع العربي إلى العراق،  ولاسيما أن هناك من لوّح باعتماد  الأغلبية السياسية. بتشكيل حكومة جديدة، وآخر هدد بسحب الثقة عن رئيس الوزراء، والسلام ختام، وشكراً لساعي البريد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram