TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: كردستان التجربة وأحلامنا بالغد

كردستانيات: كردستان التجربة وأحلامنا بالغد

نشر في: 7 إبريل, 2012: 09:41 م

 وديع غزوانقد يصيب البعض نوع من التشاؤم والقنوط استناداً لما يجري  في العراق من تداعيات أضاعت الكثير من الأحلام والفرص نعتقد أن أحد أبرز أسبابها ضعف الإيمان بالمنهج الديمقراطي وما ولده من انحرافات ، غير أننا جيل من طراز خاص عاش  أقسى لحظات الألم وأعمقها لكنه بقي متشبثاً بأمل بدا للكثيرين بعيداً ورأيناه قريباً ..
 يتهمنا البعض بالحالمين وغير الواقعيين ، بل ربما يجد في ما نكتبه عن الاشتراكية واليسار نوعاً من عدم الواقعية فيتجاهل نشرها ولا نقول يتعمد لأنه قد يراه ليس ضرورياً في حياتنا ، لكن ألم تكن الأحلام والخيال الخصب سبباً في كثير من الاختراعات التي نتمتع بها حالياً ،كما أن واقع الأشياء يقول إن هنالك فرقاً كبيراً بين الحالم على أساس الأمل المستند إلى تجارب البشرية وذاك غير الواقعي الذي يعيش عالماً مثالياً ليس له من رابط مع الواقع المعيش ويقفز على ظروفه .  نعم نحن جيل عشنا كل تلك الخيبات والانكسارات التي تفننت في زرعها " الأنظمة الثورية والتقدمية " ودفعنا ثمناً غالياً على طريق أحلامنا فاختار البعض الهجرة مبكراً وتبعه آخرون في وقت متأخر في حين آثر البعض البقاء ليساهم في صنع الأمل بغد تكون لقمة العيش والكرامة في متناول الجميع .. لكنا لم نفقد بصيص الأمل  وكنا نرى في تجربة كردستان التي بدأت في آذار 1991 بعض عزاء عما يلاقيه أبناء جيلنا سواء من كان في الغربة أو في الداخل رغم ملاحظات البعض على ظروف التجربة وتعقيداتها .   وجاءت تغييرات نيسان 2003 ليكبر الأمل من خلال رؤية البعض بأن أوان تجسيد الحلم إلى واقع قد اقترب ولم يعد ما يحول دون تحقيقه غير أشهر  وربما سنوات قد تطول أو تقصر بسبب غطاء التواجد الأجنبي الثقيل خاصة لمن عاش زماننا  ..  لكننا مرة أخرى رأينا رياحاً غير تلك التي كنا نريدها لسفينتنا فعدنا إلى ينابيع صفاء المبادئ التي عشناها في الخمسينات والستينات وقليل منها في السبعينات قبل أن تتكشف الحقائق ، فكنا نبحث عن صورة المستقبل في امرأة عجوز ورجل مقعد وشاب عاطل يغذون السير للتوجه إلى صناديق الانتخاب رغم كل الضيم والمعاناة .. صور من هذه  وغيرها كثيرة أراد الشارع الشعبي  من خلالها أن يوصل رسالته إلى  سياسيين كان عصياً عليهم فهمها  و كان المو اطنون بفطرتهم يجسدون بعفوية وبفعاليات متنوعة ما يريدونه للعراق   مثل هذه الصور قد نجدها في كل مدينة عراقية مجسدة  بسلوك قاض  أو موظف  أو عضو مجلس بلدي أو مسؤول إداري ينأى بنفسه عن الفساد لكنها مغيبة بسبب تراكمات المحاصصات ومساوئها  ، لذا ترانا نركض إلى مدن إقليم كردستان  الذي ( ينمو عن طريق الديمقراطية والحرية والشفافية وحماية حقوق الإنسان وإقرار العدالة ، وعبر هذا الطريق ترسو بنية تحتية قوية ) . لا نقفز على الواقع وندّعي أن تجربة كردستان خالية من السلبيات ، غير أن إقرار مسؤوليها  من أعلى المستويات بوجودها والعمل على تجاوزها يرسخ الأمل في نفوسنا ، لتكون التجربة نموذجاً عراقياً نرى من خلاله غدنا الأفضل .. ومن أجل هذا أيضا نعتقد ضرورة أن يمارس اليسار الديمقراطي دوره .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram