عالية طالبنستخدم محليا كلمة " غرد" كلما أردنا وصف كلام أحدهم بأنه غير صحيح أو كاذب أو مبالغ فيه أو يشي بنوايا شخصية أو كان مزيفا من أوله إلى آخره ، ويبدو أن عضو مجلس محافظة بغداد الست " تغريد الشمري" تعرف جيدا التوصيفات التي ذكرناها ،
بل لربما لديها مصطلحات أكثر مما ذكرنا ، وسبب إشارتنا هذه تعود إلى حجم اليافطات ذات الأمتار المتعددة التي تزين منذ أشهر شوارع البياع والسيدية وحي الاعلام وهي تحمل بحروف من " نور" اسم الست تغريد وهي تبشرنا بالاتصال بها إن كان لدينا شكوى في المجال الخدمي، البيئي، الصحي، التربوي. ويبدو أن العراقيين رغم كل تجاربهم السيئة مع أصحاب اليافطات والإعلانات الانتخابية إلا أنهم يؤمنون بمبدأ اخذ المقابل على ثمانية وجوه قبل أن يغسلوا أيديهم منه نهائيا!! لذا صدقوا اليافطات الكبيرة واستضافوا " تغريد" مجلس المحافظة في مجلس قرب حسينية أهل الكساء في السيدية – حي الإعلام محلة 837 ، وشرعوا يشرحون لها معاناتهم التي أوجزوها بغياب أعمدة الإضاءة في كل شوارع محلتهم بما فيها شارعهم الرئيسي الرابط بالمرور السريع المؤدي إلى طريق " محمد القاسم" وبغداد الجديدة ، بالإضافة إلى انتشار النفايات بتلول جبلية تحتل اغلب أرصفتهم الداخلية والخارجية وتلاصق ثانوية التعاون العربي للبنات بطريقة تأريخية مستمرة منذ سنوات طوال، مع غياب أية شجرة مزروعة في كامل المنطقة ،وغياب الحدائق الداخلية التي انتشرت في بعض ساحات ومناطق بغداد لتكون مكانا للعب الأطفال وتلطيف الجو وتحسين البيئة، فيما واقع حال المنطقة يشير إلى تجاوزات فردية على كامل المساحات الفارغة داخل محلتهم وتحويلها إلى كراجات ومكبات للنفايات ومقاه شعبية يجري فيها ليلا كل أنواع التجاوزات المستهجنة، وضاعت فكرة التخطيط العمراني لتلك الساحات باستخدامها حدائق وملاعب أطفال أو أسواق ورياض أطفال!!واصطحب أهالي المنطقة " تغريد" المجلس إلى أماكن النفايات وتخسفات الشوارع التي شملت بآخر إكساء لها منذ ثلاثين عاما وربما هو زمن قصير حسب حسابات أمانة العاصمة الدؤوبة، وأسفرت الجولة المحزنة على استلام الأهالي وعودا براقة من الست صاحبة اليافطات سواء بتذكير الوقف الشيعي بوعوده بإكمال إعمار الحسينية ومعها تنبيه أمانة بغداد إلى تقصيرها في إكساء شوارع أصبحت حفرا تطفو فيها المياه الآسنة والنفايات الجبلية ومعها جرذان وحشرات وأمراض لا حصر لها. وعدتهم " تغريد" بأنها لن تتغافل عما رأته واستبشر الأهالي بأنها لن تكون مثل عضو مجلس المحافظة الذي يسكن المنطقة ذاتها والذي استخدم نفوذه لإكساء زقاقه فقط تأكيدا لتضامنه مع موظفة أمانة بغداد التي عملت على إكساء منتصف زقاقها حتى أنها لم تكمل نهاية الزقاق ما دامت لا تسلك إلا نصف الطريق المؤدي لبيتها!!هل نحن نعيش في زمن الكوارث والأكاذيب والضحك على الناس فقط !! وان كنا كذلك وهو ما يؤكده الواقع فلماذا تخصص الدولة أموالا لرواتب مؤسسات لا تعمل على تأدية واجبها !! ولماذا لا تلغي هذه الدوائر التي تظهر أيام حاجتها لإعادة انتخابها فقط !! ولماذا نقبل بأن ترفع " تغريد" أمتارا تحمل اسمها ما دامت يافطتها دعاية شخصية لا أكثر ؟!
وقفة: " تغريد" مجلس محافظة بغداد
نشر في: 7 إبريل, 2012: 09:48 م