اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > شهوة الدور المحوري

شهوة الدور المحوري

نشر في: 8 إبريل, 2012: 09:42 م

ساطع راجيما بدأ في تصريحات إعلامية لنواب وجمل عابرة في خطابات روتينية خلال مناسبات شكلية أخذ مع الوقت يتحول إلى ثابت راسخ ومؤكد، حيث تتعالى الأصوات بضرورة إحياء الدور المحوري للعراق في المنطقة وهناك من يتحدث عن "قيادة المنطقة" وتتباين دوافع المطالبين بإحياء الدور المحوري ،فهناك من يريد "الكشخة والنفخة"
 عندما يجلس إلى جوار الزعماء والملوك وهناك من يريد التغطية على الفشل في السياسة الداخلية سواء في قطاع الخدمات أو الاقتصاد أو الأمن أو حتى في العلاقات بين القوى السياسية، وهناك أيضا من يدعو إلى الدور المحوري لأنه مغموس في خطابات صدام سواء علم بذلك أم لم يعلم، فالدور المحوري للعراق هو من إنتاج إعلام صدام أولاً وهو ثانياً من إنتاج ماكنة الإعلام العربي التي شجعت صدام على التسلح والحروب.هناك مغالطة سياسية يراد تعميمها عبر محاولة الاستيلاء على ماقام به العراقيون وأنجزوه من مساهمات ثقافية واقتصادية وعلمية وإدارية في تحديث وبناء عدد من دول المنطقة كما ساهم غيرهم من مصريين ولبنانيين وسوريين وفلسطينيين وآخرين في عملية التحديث التي شهدتها المنطقة منذ بدايات القرن العشرين وكان للعراقيين دور بارز فيها، والمغالطون يريدون احتساب هذه المساهمة الفاعلة كجزء من الأدوار التي سعى للقيام بها زعماء استحواذيون أرادوا التدخل في شؤون الدول الأخرى فجروا العراق إلى أزمات وحروب بعدما أنفقوا أموالا طائلة على دعم تنظيمات وقوى في تلك البلدان.الهوس بالدور المحوري يكاد يعمي المطالبين به عن مستلزمات القيام بمثل هذا الدور وفي مقدمة هذه المستلزمات أن تكون الدولة الساعية للقيام بدور إقليمي قد حققت نجاحا في توفير حاجات مواطنيها الأساسية وتتمتع بتماسك مكوناتها الاجتماعية والإدارية و ألا تكون مهددة بالانقسام وان تكون دولة ذات جاهزية عسكرية وأمنية عالية ولديها رؤية واضحة في سياستها الخارجية وتمتلك أموالا تكفي شعبها ويفيض منها ما يسمح بتقديم معونات ومساعدات لدول أخرى، وذات إمكانات إعلامية متفوقة، وفوق كل ذلك وبعد كل ذلك تكون تلك الدولة قد أنجزت بناء نفسها وأصبحت دولة حقا.لن ينفع الجدل في إثبات أن العراق ليس جاهزا للقيام بدور محوري ولن ينفع في إثبات أن من مصلحة العراق عدم الخوض في أزمات المنطقة وأن الأولى به التوجه لحل أزماته الداخلية وتوجيه كل سياسته الخارجية لإقناع الدول الأخرى بعدم التدخل في شؤونه، ولن ينفع الجدل في إثبات أن منفعة العراق تكمن في بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وعلمية جيدة مع جميع دول العالم وإبقاء الاهتمام السياسي في الحد الأدنى، لا جدل مهما كان مدعوما بالأدلة يمكنه إثبات ذلك للمهوسين بالدور المحوري في المنطقة لأنهم يتحركون بضغط من شهوة لا يمكنهم السيطرة عليها حتى عندما تدفعهم لاقتراف أفعال تجعلهم "مسخرة".كما كنا نتمنى أن يقوم دعاة الدور المحوري بذلك الدور المنشود لإنهاء أزمة الوزارات الأمنية أو أزمة قانون النفط أو أزمة ديالى أو أزمة نينوى أو أزمة الكهرباء.     

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram