كربلاء / أمجد عليعلى الرغم من ارتفاع معدلات الجرائم في البلاد بحسب ما يرى العديد من المواطنين والمعنيين بهذا الشأن، إلا أن المسؤولين في شرطة محافظة كربلاء يؤكدون أن مستوى الجريمة في محافظتهم هو الأقل مقارنة بغيرها من المحافظات.
وقال المواطن حسن الطرفي من أهالي كربلاء لـ"المدى": إن الجرائم في المدينة أخذت بالتنوع "فمرة نسمع أن زوجة قتلت زوجها ودفنته في حديقة المنزل، وأخرى أب يقتل ابنه أو العكس، وثالثة لصوص يقتلون رجلا ويسرقون سيارته، أو يقتلون صائغ ويسرقون محتويات متجره".وأضاف "كما سمعنا عن عصابة نساء يدخلن المنازل ويتقلن من فيها من النساء في رابعة النهار، وهكذا حتى باتت هذه الجرائم حالة نسمعها باستمرار"، منوها "أصبح بإمكان أي شخص أن يقتل مَن يشاء لأبسط الأسباب، وهذا أمر مخيف"!المواطن توفيق حاتم هو الآخر عدّد لـ"المدى" الجرائم التي سمعها والتي تناولتها وسائل الإعلام فيقول: إن "شابا قتل صاحبه في حي الموظفين أثناء تناولهما الخمر، كما عثرت القوات الأمنية على جثتي رجل وامرأة قتلا بآلات حادة في منزلهما بحي الشهداء".وأشار إلى أن "والد إحدى المطلقات هجم على منزل طليقها وأرداه قتيلا، ثم أصاب زوجته الجديدة بطعنات عدة وقام بطعن ابنتها التي فارقت الحياة"، داعيا الأجهزة الأمنية إلى فرض سيطرتها على الشارع للحيلولة دون وقوع الجرائم.أما الناشط في مجال حقوق الإنسان حيدر الزيدي فلفت في حديثه لـ"المدى" إلى إن معدلات الجريمة في كربلاء أخذت بالتصاعد حتى وإن كانت أرقامها هي الأقل بين الحافظات.. إن العراق لا يختلف عن غيره من الدول في هذا الشأن سوى أن الدول المتقدمة تصل إلى منفذي الجرائم وتُلقي القبض عليهم وتحيلهم إلى القضاء.وتابع : إن المشكلة في العراق تكمن في عملية إلقاء القبض التي لا تعتمد تقنيات علم الشرطة الحديثة والمنظومة الاستخبارية ومتابعة أصول الجريمة وخيوطها والعمل الجنائي، بل على الصدفة، كأن يدلي شاهد عيان بمعلومات أو يُلقى القبض على مجرم في محل الجريمة ويتعرف على جرائم سابقة".بدوره أفاد الباحث الاجتماعي علي الأسدي لـ"المدى" بأن الجريمة أصبحت ظاهرة اجتماعية "يمكن القول أنها من مخلفات النظام السابق وحروبه وإفرازات الإرهاب والصراع السياسي الحالي"، على حد قوله.وألمح إلى أن الإنسان العراقي "اعتاد على إطلاق العيارات النارية والطعن بالسكين، بل أن الإرهابيين وغيرهم ابتدعوا طرقاً غاية في الوحشية، وهو ما شجع غير الأسوياء على ارتكاب الجريمة".من جانبه، نبـّه مدير إعلام شرطة كربلاء المقدم علاء الغانمي إلى أن الجريمة الجنائية لا يمكن عدها "خرقاً لهيبة الدولة أو التقليل من جهد الأجهزة الأمنية أو تراخي قبضة القانون لأنها تحدث في كل مكان وزمان وليست وليدة المجتمع العراقي الحالي".وأكد في حديثه لـ"المدى" أن نسبة الجريمة في كربلاء أقل من بقية المحافظات "وهي معروفة الأسباب منها الهجرة والبطالة وكثرة المشاكل العائلية والتناحرات وغيرها، فضلا عن أنواع الجرائم الجنائية المعروفة".الغانمي أوضح أن "الأهم في ذلك هو سرعة إلقاء القبض على المجرمين، إذ أن 90% من الجرائم التي تُرتكب في كربلاء يتم إلقاء القبض على منفذيها خلال ساعة أو ساعتين وفي أغلب الأحيان في مدة لا تزيد على 72 ساعة"، على حد قوله.وتحدث الغانمي عن النسبة المتبقية من الجرائم قائلا: إن "النسبة المتبقية هي للجرائم التي يشارك فيها مجرمون من أكثر من محافظة أو أن مرتكبيها من محافظات أخرى وهذا ما يتطلب التعاون مع تلك المحافظات"، مؤكدا أنه تم إلقاء القبض على العديد من المجرمين ارتكبوا جرائم في كربلاء، أو نفذوا جرائمهم في محافظات أخرى ولاذوا ولجأوا إلى كربلاء للتخفي.
كربلائيون: ارتفاع معدلات الجرائم أصبح حديثاً اعتيادياً

نشر في: 8 إبريل, 2012: 10:12 م