علي النعيميعلى مدار أكثر من ست سنوات كتبنا وما نزال نكتب باستفاضة، مصوبين سهام نقدنا تجاه اخفاقات الهيئات الادارية السابقة وطالبنا علناً اعضاء الهيئة العامة بضرورة انتخاب من هو الأكفأ والافضل لقيادة دفة انديتهم بجدارة بعيداً عن حيل استجداء الاصوات او المتاجرة به.
اكتشفنا بالدليل أن كل ما كتبناه كان هواءً في شبك ومرّ مرور الكرام امام مسمع السادة المعنيين ، كأنما كنا نخاطب سكانا من كوكب آخر، وان الاستدلال بدول الغرب والاستشهاد بهم كأمثلة واقعية للعمل الاداري المهني الرياضي، لم تحرك ساكناً في ضمائرهم ليسقط كل ما سطرناه تحت أقدام اعضاء الهيئات العامة المتحالفين والمتوافقين على اقتسام انديتنا ومناصبها وها هم اليوم يعيدون بناء صروحهم الهرمية القائمة على المنفعة المتبادلة والفائدة الخاصة.والسؤال هنا: لماذا تمت إعادة انتاج ذات الوجوه الادارية القديمة لكن مع بعض الرتوش باستقدام اعضاء آخرين جدد ، علماً بأن تلك الهيئات لم تقدم منجزاً رياضياً واحدا لأنديتها ، لماذا لم يكلف احد خاطره في محاسبتهم لحظة تخليهم عن بعض الفعاليات الجماعية والفردية الاخرى التي كانت لها صولات وجولات في الدوري المحلي وحتى على صعيد المنتخبات الوطنية والسبب : هو ان معيارهم في التقييم اختزل فقط بفعالية كرة القدم.لن نبالغ ان قلنا بأنه من خلال ما سمعناه من البعض، لحظة اطلاعنا على اجواء الانتخابات الاندية الرياضية بأنه توجد عوالم خاصة بين اعضاء الهيئات الادارية لا علاقة لها بالرياضة والعمل المهني، لا نعلم عنها اي شيء ، كل حسب جهة تمويله ونوع وزارته والجهة المانحة له ، كما توجد مصالح شخصية وروابط اسرية وعلاقات تجارية وسيارات حديثة وعقارات فارهة جناها البعض من وراء هذه المناصب الادارية الرياضية وان هناك امتيازات ووساطات ساهمت في تعيين ابنائهم وبناتهم واقاربهم في بعض الوزارات وفق ستراتيجيات طويلة الأمد وشراكات مصيرية وتحالفات وائتلافات في ما بينهم حتى لو سنت آليات انتخابات جديدة لعشرات المرات لأنه من الصعوبة بمكان ان ينفرط عقد سلسلتهم المتآخية غير المتراخية.غير انهم واعون جدا في قراءتهم لمستجدات الاوضاع حتى في طريقة تعاملهم مع صرخات الجماهير وطرق امتصاص نقمتهم وردود افعالهم العنيفة وعقود الترضية مع المدربين المقالين واللاعبين المغادرين من دون ضجيج.لقد وصف احد زملاء المهنة انتخابات نادي الفتاة الرياضي بالنموذج الاستثنائي لكنه الأمثل في الانتخابات الاندية الرياضية وأن نساء اللعبة رفضن انتخاب الرئيس ونائبه وأن الفتاة الرياضية كانت أجرأ وأشجع وأصدق في وعودها من عشرات الرجال الذين لم يشذوا عن قاعدة الاتفاق المسبق ورضخوا بملء ارادتهم الى إملاءات رؤساء المصالح خوفاً من أن يتم طردهم من جنة " المال والجاه والمحسوبية " التي نالوها برداء الرياضة ومازال البعض متشبثاً بالدفاع عنها بكل الطرق الممكنة ، فلم نعد نتعجب في المستقبل ان سمعنا بقصص اخرى لا تبتعد كثيراً عن هذا المنوال وتقترب كثيراً من فهمنا لهذه الحكاية التي عرفنا ابطالها من البداية حتى النهاية!
رأيك وأنت حر: تحالفات مصيرية
نشر في: 9 إبريل, 2012: 09:00 م