TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: أبو فتيلة

نص ردن: أبو فتيلة

نشر في: 9 إبريل, 2012: 09:19 م

 علاء حسن تصريحاته تكاد تكون شبه يومية، ولسذاجتها، وربما انحطاطها،  بحسب وصف من سمعها، يعطي صورة واضحة  عن مسار العملية السياسية وخيبة العراقيين من ديمقراطيتهم " أبو فتيلة " لا يحسب على حزب أو تيار أو تنظيم سياسي معروف، وإنما هو صوت آخر في سوق الصفافير، كما عبر عنه المثل الشعبي المعروف،
الرجل اكتسب كنية "أبو فتيلة " من كثرة دعواته ومطالباته بنزع فتيل الأزمة، ومادامت الأزمات تتناسل في العراق، والفتائل لا تعد ولا تحصى، اختار الرجل الاصطفاف إلى جانب الحق كما يراه هو، ولأنه جمع بقايا عناصر ميليشيا لم يسعفها الحظ بالاندماج في  صفوف  القوات المسلحة،  اخذ يهدد من يراهم "أعداء الحكومة " بالتصفية والإبعاد والتهجير القسري، ومع بدء العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات المحلية،  سيكون زعيم قائمة انتخابية ليجعل من صوته الأعلى والمسموع في سوق الصفافير،في تظاهرات العراقيين الاحتجاجية في الخامس والعشرين من شباط  في العام الماضي، وبإيعاز من جهات متنفذة كان " أبو فتيلة " يراقب المحتجين من اجل أن يقدم خدماته الرقابية للأجهزة الأمنية في تشخيص الناشطين المعترضين على الأداء الحكومي، والمطالبين بتحسين الخدمات، وكانت تلك الخطوة هي الأولى في طريق الإمساك بطرف خيط الفتيلة،خلال اندلاع الأزمة السياسية واتساع الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة، برز صوت "أبو فتيلة "  عندما أعلن ترشحه لمنصب وزير، لحسم الخلاف القائم حول اختيار المرشحين لشغل مناصب الوزارات الأمنية، وأعلن أيضا رفضه  تطبيق المادة الدستورية 140  المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها، ومواقفه "الثورية " تجاوزت الساحة المحلية، وامتدت نحو الإقليمية فأخذ يدافع عن تطلعات بعض  شعوب المنطقة في التحرر وتحقيق الديمقراطية، لكنه وقف بالمرصاد ضد أي تطلع لأبناء شعبه في الحصول على فرص العمل والقضاء على الفساد المالي والإداري، وعد مثل هذه المطالبات خيانة عظمى، فجعل من "الفتيلة " حبل مشنقة لمن يعادي  الحزب  الفلاني، ومن يحاول  المساس بأمن البلاد،الساحة السياسية العراقية وفي ظل  المعطيات الحالية صالحة لنشاط "أبو فتيلة" وغيره، لأنه يحظى بدعم كبير ممن سمع صوته في سوق الصفافير، وقدرته على إثارة الصخب والضجيج، والغبار، والتبرع بالهجوم على الشركاء والحلفاء،  ومثل هذا الصوت معروض  للاستخدام  في أي وقت، ولاسيما حينما تحتدم الأزمة السياسية، والأجواء توحي بأن مصير الديمقراطية يتجه نحو المجهول،على طريقة" أبو فتيلة " ستدخل العملية السياسية في منعطف خطير، لأن الطرف الرئيس المتنفذ في الحكومة، اكتشف سر الأصوات في سوق الصفافير، وعرف كيف يجعل من "أبو فتيلة" أداة لمواجهة الخصوم للحفاظ على " المكتسبات الديمقراطية " بترسيخ وتوطيد الحكومة الحالية المنتخبة والمدعومة بقاعدة تأييد شعبية واسعة يقودها" أبو فتيلة ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram