TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: في التاسع من نيسان " الحريات أولاً "

كردستانيات: في التاسع من نيسان " الحريات أولاً "

نشر في: 9 إبريل, 2012: 09:24 م

 وديع غزوانفيما أعلنت حكومة إقليم كردستان  يوم أمس  التاسع من نيسان عطلة رسمية في كل الدوائر والمؤسسات   ألغت الحكومة الاتحادية اليوم لأسباب أعتقد أنها أعمق من إرضاء طرف معين كما يشاع خطأ ، بل قد يكون نتيجة اجتهاد مستشار حكومي توهم أن إلغاء العطلة قد يرسخ فكرة الاستقلالية
  وتأكيد القدرة على إدارة البلد بعيداً عن المشورة أو الهيمنة الأميركية . وبعيداً عن صواب أو خطأ الاجتهادات التي أطلقت لتفسير مغزى قرار الحكومة الاتحادية ، فإن  مناسبة كهذه تبقى تثير لدى المواطن العراقي أكثر من سؤال عما تحقق خلال الفترة الممتدة بين نيسان 2003 و2012  في المجالات السياسية والاقتصادية ، وهي فترة طويلة نسبياً في كل المقاييس .مثل هذه التساؤلات على قسوتها لا تقلل من أهمية الحدث وضروراته ، لكنها في نفس الوقت تفرض إجراء جردة حساب لما حصل منذ عهد بريمر سيئ الصيت وما أعقبه من إدارة ثم حكومة مؤقتة تولى مسؤوليتهما بالتعاقب إياد علاوي وإبراهيم الجعفري لتصل إلى ما أفرزته انتخابات 2005  من نتائج تولى على إثرها نوري المالكي رئاسة الحكومة إلى الآن .. وفي جردة الحساب سنجد كم من الفرص التي أهدرت على طريق بناء عراق ديمقراطي  يمكن الاطمئنان فيه إلى وضع الخطوات على طريق بناء مؤسساتي مدني صحيح، وكيف خربت المحاصصات النفوس والسياسة والحياة العامة وأفرزت قيماً وشكلاً هجيناً من  القيم والعمل السياسي استبيحت من خلالها الحرمات وأزهقت الأرواح البريئة وضاع الأمن والأمان واستشرى الفساد  وغاب القانون فظهرت مافيات من نوع جديد تتاجر بالنفط والبشر والأرض بل و تتحكم في مفاصل ا لوزارات ومؤسسات الدولة وتديرها بسلطة المال وبما منحها من علاقات مشبوهة مع مسؤوليها .ليس في ما نقول تجنّ بل ربما هو اقل مما ينشر ويتداوله المواطنون في أحاديثهم اليومية بالعلن وفي مجالسهم أو من خلال وسائل الإعلام وهي نعمة لا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها ، لكنها ليست منّة من احد فقد استحقها وأخذها العراقي  بجدارة بعد تضحيات امتدت من قبل 2003 لتستمر بعده بأوجه أخرى عندما واجه المواطن الأعزل فلول الإرهاب وانتصر عليها وعندما تحمل همزات وغمزات  الشقيق والقريب ليثبت بعدها- ولكن بعد حين- أنه على صواب وهم على خطأ في كل مواقفهم .. مسيرة طويلة  لا نعتقد أن هنالك من عائلة عراقية لم تقدم فيها قرباناً لمستقبل العراق  ، لذا لا يمكن لسياسي  مهما كان نوعه أن يزايد عليهم في هذا .لا نظن أن من الهيّن أن نستذكر التاسع من نيسان بإحصاءات عن عدد الأيتام والأرامل والفقراء والعاطلين عن العمل في وقت يتناهى إلى مسامعنا ما يعيشه البعض من الساسة أو ممن ركبوا قطار التغيير بتذكرة وتزكية هذا الحزب أو ذاك و هم ليسوا أهلاً لها أصلاً ، ناهيك عن قوافل المتزلفين نهازي الفرص ، ليس هيناً ولا بسيطاً هذا الذي يجري من تداعيات خطرة تهدد مستقبل عراقنا الذي أردناه ، لذا سنبقى نرفع صوتنا عالياً إلى أن يتجسد شعار طالما رددناه :  " الحريات أولاً " فبدونه لا يبقى للتاسع من نيسان أي معنى .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram