TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: مدارس عدوّة البيئة

وقفة: مدارس عدوّة البيئة

نشر في: 9 إبريل, 2012: 09:30 م

 عالية طالبعكست مفهوم العنوان الذي من المفترض أن يكون مدارس صديقة للبيئة، ونعرف جيدا ماذا تعني كلمة صديق حين يقدم كل ما باستطاعته لتوفير الراحة والصحة والسلامة لصديقه ، لكن مدارسنا أثبتت وتثبت دائما وبكل إصرار على المبادئ السيئة، إنها مدارس عدوة للبيئة بامتياز وعدوة لصحة طلابها وخاصة  لمن هم في عمر الابتدائية،
 وحتى لا تتهمنا مديريات ووزارة التربية بالتجني على منجزاتها " العملاقة" في توفير الرفاهية  التربوية والصحية والبيئية لطلابها فإنني أتحدى كل من يعمل بمؤسساتها التي ذكرتها بأن اصطحبه إلى نموذج من عديد النماذج المتشابهة والموحدة بسوء دورات المياه فيها والغبار المتراكم على طاولات الطلاب وأرضيتها وساحاتها التي استوطنت فيها المياه الآسنة ونمت فيها الضفادع في مواسم  التناسل وأصبح نقيقها سمفونية يطرب لها الطلاب الذين يلعبون مع تلك الضفادع بحيوية يحسدون عليها .مدرسة أروى في محلة 837 السيدية في جانب الكرخ الثانية، تعاني اغلب طالباتها الصغيرات من مشاكل في المثانة لكون "مدرستهن" ببساطة تفتقد الماء في المرافق الصحية وأبوابها لا تقفل ومخلوعة ورائحتها لا تطاق ، أما صفوفها فهي عبارة عن جدران يعلو سقوفها العنكبوت والغبار والبقع القذرة ، وهي بالإضافة إلى كل هذا الهناء التربوي تفتقد الكهرباء وبالتالي فلا داعي للمراوح في اغلب صفوفها حتى لو تعدت درجات الحرارة الأربعين وهو ما معتاد في شهور السنة الأخيرة من العام الدراسي.هذه المدرسة " الأنموذج" لا تؤمن بمبدأ التواصل مع مجلس الآباء والأمهات وإيجاد ممثل عنهم ليكون حلقة وصل ما بينهم وبين المدرسة وأحوال طلابها، ربما حتى لا يطلعوا على حجم الهناء والخدمات الرائعة الموجودة فيها، ولا ندري لماذا تخصص وزارة التربية درجة عامل خدمة في مدارسها إن كان هذا العامل كل مهمته الجلوس على كرسي في ممرات المدرسة والإشراف على قيام الطلاب بتنظيف المدرسة وصفوفهم !!ولا ندري لماذا تخصص درجة وظيفية للإشراف التربوي إن كان لا دور له في تأشير سلبيات الخدمات الصحية والبيئية وهل كل دوره إلقاء التحية على إدارة المدرسة وتثبيت زيارته " الفاعلة " لها !ولا ندري هل مديريات التربية لا تخصص مبالغ " نثرية" لمدارسها لتصليح وصيانة وصبغ وتنظيف هذه المدارس المبتلاة بتخلفها البيئي الذي لا تختلف فيه كثيرا عن المدارس الطينية في الاقضية والمحافظات والتي تبشرنا الوزارة بحملتها للقضاء عليها !ولا ندري لماذا لا تنسق وزارة الصحة والبيئة مع وزارة التربية لإيجاد موظف يشرف دوريا على مدارس التربية ويحدد خطورتها على صحة وسلامة الأطفال ، أجيالنا التي تفتقد مفهوم التعامل الحضاري مع عبارة النظافة التي لا تجدها طوال ساعات بقائها في مدارس يفترض فيها تعليمهم كل المبادئ السليمة في التعامل مع مرافق الحياة المختلفة .الصيف المليء بالغبار والحرارة والفيروسات دخل علينا وأطفالنا لا زالوا يصطحبون قناني المياه من بيوتهم و" يهفون" وجوههم بكتبهم المدرسية تأكيدا للتضامن مع وزارة الكهرباء " الوطنية" ومنجزاتها التي سيسجلها التأريخ لا محال .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram