اندلعت الحرب العالمية الأولى في خريف عام 1914 ، واستطاعت القوات البريطانية من احتلال البصرة بسهولة إيذانا بعملياتها لاحتلال العراق التي استغرقت أربع سنوات. وقد تنادت الهيئات الدينية في العراق بنصرة الدولة العثمانية ضد المحتلين ، فأعلنت حركة الجهاد الشهيرة، وقد تقدم عشرات الآلاف من المتطوعين استجابة لدعاوى الجهاد، وسيقوا مع القوات النظامية إلى سوح القتال في جنوب العراق .
عزم الأتراك على مهاجمة القوات البريطانية واستعادة البصرة ، وقرروا أن يكون هجومهم من منطقة الشعيبة التي تبعد عن البصرة نحو تسعة اميال، وعينت قائدا عسكريا جديدا هو سليمان بك العسكري الذي عرف بغروره وعنته، فلم يستمع إلى النصائح العديدة بعدم مهاجمة الانكليز المتحصنين جيدا في هذه المنطقة، وفي مثل هذا اليوم من عام 1915 بدأ الهجوم التركي ،وقد أبدى الجنود والمجاهدون بسالة فائقة، غير أنهم لم ينجحوا في إزاحة العدو من تحصيناته. لقد استمرت المعركة ليومين دون أن تظهر اية نتيجة حاسمة ، وفي اليوم الثالث وصل الى الشعيبة قائد بريطاني جديد ، قرر أن يأخذ المبادرة فأمر جنده بالخروج من خنادقهم والهجوم على القوات التركية ، واستمر القتال طيلة ذلك اليوم وفشل الأتراك في صد الهجوم فانسحبوا من ساحة المعركة ، أما المجاهدون فأربك أمرهم وانسحبوا بلا نظام . فظهرت بوادر الهزيمة في صفوف العشائر المجاهدة والجنود النظاميون فتركوا مواقعهم. ولما شعر القائد التركي سليمان العسكري بعمق هزيمته والعار الذي لحق به، جمع ضباطه وهو على نقالة، واخبرهم بعجزه عن مواصلة المحاربة ثم أطلق النار على نفسه بكل شجاعة.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: معركة الشعيبة
نشر في: 11 إبريل, 2012: 08:51 م