 كربلاء / أمجد علييتساءل العديد من أهالي محافظة كربلاء عن أسباب ازدياد محال بيع الأعشاب الطبية داخل الأحياء السكنية، ففيما يشكك البعض بمصداقية العلاجات التي تقدمها المعاشب، يؤكد آخرون أنها نجحت بشفائهم مما يعانونه.
وتقول المواطنة أم سمير في حديثها لـ"المدى": إن ابنتها تعاني من العقم لأكثر من خمس سنوات "وقد راجعت العديد من الطبيبات ولم تفلح في حصول الحمل، ثم توجهت إلى العشابين وفتاحي الفال حتى باتت قريبة من الطلاق، وأخيرا حصل الحمل بفضل وصفة عشبية من أحد العشابين، حتى أن زوجها أطلق اسم العشاب على مولوده"، على حد قولها.الحاج أبو قاسم هو الآخر يؤكد أن أحد العشابين شفاه من تضخم البروستاتا، مبينا لـ"المدى" أن رأي الأطباء اتفق على إجراء عملية جراحية له لرفع البروستاتا، لكنني راجعت أحد العشابين فأعطاني زيت أعشاب وأوصاني باستعماله لمدة شهر ومن ثم أعيد الفحص، وفعلا بعد الشهر أظهر الفحص أن حجم البروستاتا طبيعي"، بحسب ما ذكر.وعلى العكس من ذلك، يقول المواطن وحيد سالم لـ"المدى" إنه لا يؤمن بالأعشاب، مستدركا "نعم أن للأعشاب قدرة شفائية لكنني لا أثق بمن يمارسها، فقد أصبحت بعد العام 2003 مهنة من لا مهنة له"، داعيا الجهات المعنية إلى مراقبة هذه المحال لإغلاق التي لم تستحصل الموافقات الرسمية أو التي لا يمتلك أصحابها الخبرة في هذا المجال.أما المواطن حسن الحسيني فقد بين لـ"المدى" أنه كان يعاني قرحة المعدة وأن أحد العطارين أعطاه خلطة عشبية كادت أن تقتله، موضحا "بعد أن أخذت بتناول الأعشاب بدأ ارتفاع ضغط الدم والدوار حتى كدت أتعرض إلى صدمة نفسية واضطررت لمراجعة الطبيب الذي وصف لي علاجا ليعود ضغطي إلى مستواه الطبيعي".لكن العشاب عبد الأمير عيدان الجبوري الذي اكتشف قبل أكثر من عام علاجا لعقم النساء وهو مجاز من قبل وزارة الصحة قال لـ"المدى": إن على المواطن التمييز بين العطار والعشاب، "فالعطار هو تاجر يشتري الأعشاب ويبيعها وليس له خبرة في وصف العلاجات، على العكس من العشاب فهو المختص بإعداد الخلطات والعلاجات".ويضيف "للعشاب خبرة ودراية علمية بالأعشاب ونسب السموم في البعض منها، والآثار الجانبية لكل عشبة"، محذرا المواطنين من اللجوء إلى من أسماهم بـ"بعض المهرجين في بعض القنوات الفضائيات، والتوجه إلى المختصين في هذا المجال حفاظا على سلامتهم".وأكد الجبوري أن لديه عددا من المشاريع البحثية بالاشتراك مع أساتذة ومتخصصين وأطباء، منها خاصة بخفض نسبة السكر بالدم وعلاج اليرقان الولادي، مضيفا "كما قطعنا شوطا كبيرا في بحث ودراسة معالجة بعض حالات العقم عند النساء، ولم تتوقف نشاطاتنا البحثية على إيجاد علاجات للإنسان فحسب بل اكتشفنا علاجا عشبيا يعالج القراد الذي يصيب الأغنام ويعد هذا العلاج من أفضل العلاجات المتوفرة في الوطن العربي بحسب رأي أطباء بيطريين".بدوره، يرى الدكتور إبراهيم صالح عباس اختصاص نباتات طبية في كلية الصيدلة بجامعة كربلاء فرع العقاقير والنباتات الطبية، أنه لابد من معرفة مصدر الأعشاب التي يراد التداوي بها.وأوضح لـ"المدى" أن للمواد الفعالة في النباتات الطبية الأثر في المعالجة "لذا علينا أخذ الأعشاب من المصادر الآمنة والموثوقة، ومن ثم التقيد التام بالجرعات العلمية"، مؤكدا أن لبعض الأعشاب آثارا جانبية يجب التعامل معها بحذر ولا يجوز تناولها إلا بإشراف المتخصصين.