ليث العبيديتعود مشاهدو التلفزيون على مشاهدة المسلسلات المدبلجة تمتد لمئات الحلقات ويستمر عرضها عدة سنوات وكل حلقة تشبه التي سبقتها والمشاهد المتابع قد مل الإطالة وعينه صوب الحلقة الأخيرة ولكن هناك أخرى . والذي يجهله الأكثرية أن المسلسل لم يكتب مسبقا بل يقوم المؤلف بإعداد النص قبل تصوير الحلقة بساعات وربما بأيام على أحسن تقدير وهو الآخر لا يعرف عدد الحلقات ومتى ستنتهي ..
وهذا الواقع ينطبق على الثورة السورية حيث انهالت عليها المبادرات الدولية والعربية والإقليمية الواحدة منها تشبه الأخرى وكلها تدور في نفس المربع لا تختلف عن بعضها سوى في أسمائها .. رغم أن المسلسل السوري تجاوز عامه الأول بالكاد إلا أنه تفوق على المسلسلات البرازيلية والمكسيكية وحتى التركية منها والمثيرة للملل كونه احتل صدارة المعروض في جميع القنوات الفضائية منها والمحلية على امتداد الكوكب .. ولم يعد خافيا على المتابعين للشأن السياسي أن جميع المبادرات لا تختلف عن بعضها البعض والقاسم المشترك بينها عنصر المماطلة والتسويف الذي بدوره يمنح النظام الحاكم مزيدا من الفرص المتتالية لإجهاض الثورة والقضاء على الثائرين وآخر المبادرات ما جاء به كوفي أنان موفداً من أكثر من طرف.المؤتمرات الدولية تنعقد بالجملة وتنتج وفوداً تجول العواصم ذات العلاقة بالشأن السوري الذي بات يتصدر نشرات الأخبار في جميع الفضائيات التي بدورها تستثمر الكم الهائل مما يرد من أخبار لا تترك شاردة ولا واردة من مشاهد الكر والفر واللون الأحمر الطاغي على مسرح الاحداث .. الكاميرات تصول وتجول وتنقل ما يؤديه المنتفضون من أدوار أمامها من دون أن يعلموا ما تخبئ الأيام وليس لهم سوى تلقي القذائف والصواريخ التي ترسل العشرات وربما المئات منهم كل يوم إلى العالم الأبدي ناهيك عن الآلاف من المصابين الذين أفلتوا من الموت لينضمّوا إلى طابور المعاقين غير عارفين أن هناك من يقف على الجانب الآخر من العالم يراقب الأحداث ليكتب الحلقة اللاحقة وربما الأخيرة من هذا المشهد الدموي الذي طالت فصوله.
مسلسل مدبلج
نشر في: 13 إبريل, 2012: 07:32 م