TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > سقطة (الشاطر) وجماعته

سقطة (الشاطر) وجماعته

نشر في: 13 إبريل, 2012: 07:33 م

لينا مظلوملم يتطلب الأمر في مصر وقتا طويلا كي تصطدم جماعة الإخوان المسلمين بصخرة الجشع السياسي الذي ألمّ بقياداتها.. والتي وصلت إلى الذروة بإعلان ترشيح نائب مُرشد الجماعة والشخصية النافذة بها (خيرت الشاطر ) لخوض معركة انتخابات الرئاسة ..هذه الإضافة الأخيرة ، الى سلسلة الطرق الملتوية التي سلكها حزب الحرية والعدالة- الجناح السياسي للجماعة- في خوض معطيات العمل السياسي بعد الثورة المصرية، ألهبت سماء مصر الملبّدة بغيوم الاحتقان السياسي والتخبط والفوضى نتيجة الفهم الخاطئ في التعامل مع المكاسب العظيمة التي حققها المصريون في ثورتهم.
كل قرارات جماعة الإخوان على مدى العام الماضي تقع داخل إطار (من أفعالهم سُلِّط عليهم)..إذ يبدو أن كل ما قابلوه بسُخرية و تهكم - أحيانا بلغ درجة التطاول - من آراء للتيار الليبرالي ، أرتدّ على الشعبية التي تصوروا أنهم امتلكوها في الشارع المصري.. سخِروا من دعوة المنطق التي طالبتهم بنبذ وسائل العمل السرّي الذي استحوذ على الجماعة منذ تأسيسها.. بينما أدوات ممارسة العمل السياسي العلني تتطلب إستراتيجية مختلفة تماما عن تلك التي تبنتها الجماعة سابقا.دخول جماعة الإخوان المسلمين العمل السياسي بعد الثورة عبر إنشاء حزب الحرية والعدالة لم يخلُ من المراوغة أيضاً.. حين حذرتهم الأصوات العاقلة من خطورة ممارسة العمل السياسي باسم الدين وضرورة الفصل بين الدين والسياسة وفقا لمنطق أن كل منهما يُفسد الآخر.. جاء رد الجماعة بأول مسلسل الأكاذيب التي مارسوها على الرأي العام .. أعلنوا التزامهم بعدم الترشح للمنافسة في انتخابات البرلمان المصري على أكثر من نسبة ثُلُث المقاعد .. هذه الوعود ابتُلِعت حتى تجاوز عدد المقاعد الثُلُثين.. طبعا تحقق ذلك عبر دعاية دينية مُكثفة مارست أشرس الضغوط على شارع مصري ينقصه الكثير من الوعي السياسي..في انتخابات غابت عنها أبسط مقومات الديمقراطية. الجشع السياسي دفع الجماعة نحو استكمال طريق الأكاذيب عند تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور المصري الجديد..انتهزت الجماعة الأغلبية العددية التي اقتنصتها في البرلمان ومجلس الشورى تحت ظروف شديدة التعقيد والتخبط.. قامت الجماعة بتأليف وإخراج (مسرحية) هزلية، نتجت عنها لجنة غالبية أفرادها من التيار الإسلامي والسلفي.. لتكتمل الدراما الساخِرة بانسحاب كل من رفضوا أن يكونوا مجرد (ديكور) داخل هذه اللجنة.. وأدخلت الجماعة قضية صياغة الدستور المصري إلى نفق مُظلم ..لم تبدُ حتى الآن بارقة ضوء في نهايته.حالة الاحتقان ضد الجماعة بدأت تتصاعد في الشارع المصري بعد اقل من عام على التفافه حولها ومنحها أصواته.. الأداء السياسي الفاشل لنواب الجماعة والتيار السلفي افقد الشارع ثقته بهم.. ويبدو أن الجماعة لم تضع في حساباتها العامل النفسي المواكِب للفعل الثوري المصري ..ما أحدث تغييرات على الشخصية المصرية المعروفة مُسبقا بالرضوخ للأمر الواقع والاستكانة .. كما خلقت الثورة عند الشارع المصري حساسية شديدة تجاه فكرة تسلُط حزب أو قوة سياسية واحدة على مقاليد القرار السياسي.(سُكرة) النجاح زينت للجماعة أن تدوس على كل أصوات العقل والمنطق، بإعلانها ترشيح (خيرت الشاطر) لمنصب الرئاسة .. بعد أن سبق لها فصل أحد أبرز قياديي الجماعة (عبد المنعم أبو الفتوح) لأنه تجرأ معلنا نيته الترشُح لمنصب الرئاسة على غير إرادة الجماعة بعدم ترشح أحد أعضائها لهذا المنصب حينذاك. هذا التراجع الذي اعتُبِر آخر قائمة أكاذيب الجماعة جاء مخالفا لكل حساباتها.. خاب توقُع قادتها أن قوتهم الحالية تسمح بتمرير هذه الكذبة أيضاً دون إثارة للرأي العام .. والأدهى أن مبرراتهم التي ساقوها لهذا التغيير الجذري في مواقفهم المعلنة مسبقا ..هي ذاتها التي طالبتهم بها التيارات الليبرالية .. إذ يُرجع الإخوان تضارب قراراتهم إلى أن (لعبة) السياسة قد تتطلب التحولات.. يبقى الفهم الوحيد لمبرراتهم أن الجماعة تُقدِّس السياسة المجرّدة بعيدا عن النوازع الدينية فقط حين تصبح في خدمة جشعها السياسي.. وتؤكد أن (التأثير الديني) هو مجرد عامل إنقاذ تستدعيه جماعة الإخوان المسلمين عند الحاجة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram