TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن : 5+1= عباس البياتي

العمود الثامن : 5+1= عباس البياتي

نشر في: 13 إبريل, 2012: 11:23 م

 علي حسينفي آخر خطب النائب عباس البياتي بشرنا بأن أزمة الملف النووي الإيراني في طريقها إلى الحل ، وسمعناه يقول إن "اختيار العراق لاستضافة اجتماع مجموعة 5+1 مع إيران في بغداد يأتي على خلفية ما يتوفر لدى العراق من مؤهلات قد لا تكون متوفرة عند دول الخليج أو الدول الإقليمية." ويترك لنا السيد النائب أن نفهم ما إذا كانت هذه المؤهلات تضع العراق في مصاف الدول الكبرى ، أم أن الأمر مجرد لقاء روتيني مثلما سيحدث مع تركيا التي قيل أنها ستستضيف الجولة الأولى من الاجتماع ولم يخرج عندهم عباس " الاسنطنبولي"  
 ليقول إن تركيا أفضل مكان في العالم . منذ وصول ائتلاف دولة القانون للحكم وأصحابه  يحاربون مرة التيار الصدري ، ومرة المجلس الأعلى، ومرة علاقة خاصة مع أميركا ومرة علاقة خاصة مع أعدائها، ومرة عسل بين إقليم كردستان والحكومة المركزية ومرة حرب بلا هوادة  ، مرة  نطالب برمي العرب جميعا في بحر النسيان ، ثم نصحو على خطب المقربين وهم يرفعون شعار امة عربية واحدة ، لكن الذي لا تفهمه الناس حتى هذه اللحظة كيف أصبح العراق وبفضل جهود عباس البياتي وزملاء له في مجلس النواب يمتلك مؤهلات حل كل القضايا العالقة في العالم ، فيما يعجز قادته عن الجلوس على طاولة واحدة.  لم تفاجئني تصريحات البياتي هذه المرة ،فالرجل يتخلى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن الحكومة ، فهو يعتقد أن غالبية الشعب يحبون الحكومة وإنجازاتها العملاقة ويفضلونها على حكومات بلدان عجزت عن خدمة شعوبها مثلما فعلت حكومة المالكي وخصوصا خلال حملة المئة يوم التي أسدل عليها ستار النسيان. لا اعرف لماذا لا يشفق عباس البياتي وجماعته على أهالي بغداد الذين عانوا الويلات بسبب أن ينعم السادة رؤساء جيبوتي والصومال وجزر القمر بالراحة والاطمئنان، ولا اعرف ما هي الملفات العربية والدولية التي سلمت إلى حكومة المالكي لتجد لها حلولا ناجحة ، فيما هي تعجز حتى هذه اللحظة عن  حل ملفات بسيطة تتعلق بالخدمات وأزمة الكهرباء والبطالة، ولا اعرف هل  العراقيون يعانون الارق لانهم بانتظار ان يطل عليهم المالكي ومعه مجموعة الـ (5+1) من على شاشة العراقية .ألا يحق لنا أن نسال البياتي وصحبه الأفاضل أين ذهبت وعودهم المتعلقة بمهلة المئة يوم؟، لماذا لا نجد صوتا واحدا يقول إن الحكومة فشلت وإنها غارقة في مستنقع الانتهازية والمحسوبية والرشوة  وسرقة المال العام .للأسف نجد اليوم أن هموم العراقيين ومعاناتهم وضعت كآخر سطر في أجندة السادة أعضاء  ائتلاف دولة القانون ، فهم يحتدون ويتعاركون من اجل البحرين وتحت أنظارهم يعيش أكثر من ربع العراقيين تحت خط الفقر، يحاربون من اجل استمرار نظام بشار الأسد ويتفرجون على الناس وهم اسري احتياجاتهم ، يزعقون في الفضائيات من اجل حرية الرأي في السعودية ، ولا يحترمونها على ارض بغداد أو البصرة ، سياسيون لا يرون خلاص العراقيين من أزماتهم ومحنهم إلا في عقد مؤتمرات للقمة وبحث الملف النووي الإيراني وحل أزمة الصومال وإفهام العالم أن الرئيس السوداني عمر البشير بريء ووديع ولم يقتل احدا ، وأن مطاردة المحكمة الجنائية الدولية له تدخل من باب الحسد والغيرة . لقد بات حديث البياتي وزملائه يشعرنا بالأسى لما وصل إليه حال العراق، فأي قمة في بلاد لا تستطيع أن تجمع سياسيين اثنين على مائدة واحدة، أي قمة وعلى بعد أمتار منها بيوت من الصفيح وعوائل تنام على بؤس وعوز ، عن أي ملفات إقليمية يتحدثون وعلى مقربة منهم ملفات تعج بالفساد واللصوصية واحتكار السلطة وقضم الديمقراطية ؟ لماذا يرى البياتي أن انجازات الحكومة في مساعيها لعقد هذه القمم التي تصرف عليها المليارات في بلد لا يزال أكثر من نصف مواطنيه يعانون من أزمة سكن خانقة ، وآلاف من المرضى لا يجدون علاجا لهم، فيما شوارعه مغبرة وطرقاته متعبة، أما عن المياه والكهرباء فالحديث عنها أشبه بالأمنيات المستحيلة. اللهم أنزل علينا رحمتك وعطفك وأعفنا من مشقة مؤتمرات عباس البياتي ومقربيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram