 إياد الصالحي فيفا في قلب بغداد .. نعم واقع حال وليس ضرباً من الخيال كما توهم البعض عندما راح يتهكم بما كتبناه الاربعاء الماضي في هذه المساحة من الرأي الحرّ الذي طالما عبّرنا فيه عن حرصنا وتمسكنا بقضايا الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص ، ولم نكن في يوم ما (فتاحي فال) أو لاعبين على حبال العلاقات الخاصة لكي نـُرهن كلمتنا بحسابات ربحنا أو خسارتنا!
نعم ترجم الوفد العراقي في زيوريخ بقيادة رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود كل ما أشرنا اليه من ظلم ومعاناة وسوء نظرة فيفا للقضية العراقية بالشكل الذي روّض قناعة رئيسه جوزيف بلاتر لأن يستجيب للصوت العراقي وينحني لمهابة جمهوره مُقرّاً بضرورة ايفاد لجنة خاصة تتمحص وتقيّم ظروف التباري في ملعب الشعب من الناحيتين الفنية والامنية ومدى جاهزية اتحاد الكرة في تذليل جميع متطلبات رفع الحظر الذي لم يعد له مسوّغ قط يحول دون السماح لمنتخباتنا بممارسة حقها الطبيعي في الاستفادة من الارض والجمهور مستقبلاً.حقاً اننا استغربنا لما طرحه البعض وهو يشكك في جدية الوفد العراقي لحل قضية رفع الحظر، بل تهكم الى درجة الإذلال بالمواطنة وهو يصف مقابلة رئيس الاتحاد والوفد المرافق له بانها لن تطول اكثر من عشر دقائق وربما لن يسمح له بلاتر بمواجهته وينتدب احد موظفيه لتسلم طلبه! لا ندري ما سرّ الامعان بافشال مسعى اي عراقي يروم الدفاع عن قضية بلده ، لماذا لا نشد من عزمه بقوة ونحكم على نتائجه لاحقا ؟!كما ان مرافقة المدير الفني البرازيلي زيكو للوفد لم تكن رفقة ترفية أو دعائية فارغة الهدف ، بل كان حضور الرجل مشرفاً بكل ما تعنيه الكلمة وبدا بلاتر مسروراً بغبطة وهو يحتضن زيكو وحمود في مكتبه مثلما وزع موقع فيفا بيان اللقاء مدعماً بتلك الصورة المعبرة عن رغبة بلاتر نفسه في ردّ الاعتبار الى اسود الرافدين بعد ان تجرعوا مرارة الغربة اثناء تأديتهم المهام الدولية في طريق التصفيات لأكثر من مناسبة لم يخذلوا وطنهم فيها وهو شاهد حي على تسليمهم كأس الأمم الآسيوية 2007 التي فاضت بدموع الوحدة الوطنية بعد بحر من دم الفرقة والتمزق والانتقام!وإذ نشيد بدور الوفد في تحريك المياه الراكدة في قضية الحصار الدولي على ملعب الشعب ، فان الأمر لم ينته الى هذا الحد والمهمة لم تنجز بعد ، بل بدأ الامتحان الوطني العسير في كيفية تهيئة جميع المرافق ذات العلاقة بالامور التنظيمية والامنية واللوجستية وسرعة عمل "لجنة طوارىء" خاصة تبادر الى تكثيف الجهود مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية والدوائر الحكومية المساندة وعلى رأسها وزارة الداخلية لضبط أمن (الشعب) مع تلافي النواقص الموجودة خارج اسيجته التي انتبه اليها زيكو وهو يطالع موقع الملعب عبر (غوغل إيرث) وزيارته الاخيرة له وتأشيره الملاحظات المهمة مثل مرآب السيارات وطريقة الدخول الآمن اليه واجهزة الانارة وارضيته والمرافق الصحية وانتهاء بالبوابة الالكترونية التي لابد من نصبها في المستقبل القريب ليكون الملعب جاهزاً فعلاً لاقناع لجنة فيفا على منحها علامة التقييم الايجابية والتوصية برفع الحظر عنه.ونناشد وزارة الشباب والرياضة الفصل بين استحقاق ملعب الشعب الاهتمام الاستثنائي في الوقت الراهن ، وبين ملف المدينة الرياضية في البصرة المؤمل ان تنجز في تشرين الاول المقبل على ذمة الدائرة الهندسية للوزارة ، إذ ان جهد الوزارة ينبغي ان ينصب في انجاز نواقص ملعب الشعب ومعاضدة اتحاد الكرة في سعيه لانجاح زيارة اللجنة الدولية بعيداً عن اقحامها في قضية المدينة الرياضية بدعوة بلاتر او من يمثله لزيارتها لإضفاء الجانب المعنوي في دورها بعد خسارتها تضييف خليجي 21 ، اذ ان رفع الحظر عن بلدنا سيشمل جميع مدنه من دون استثناء!