قتيبة الجنابي: كشفت عن غربة الفنان ووحشتهالمخرج السينمائي قتيبة الجنابي تحدّث عن حيثيات فيلم عن الفنان محمود صبري وعن كيفية خلق الفكرة، في هذا الجهد المقصود واللامقصود في تصوير الفيلم، وقال: كانت الفكرة إنتاج وإخراج فيلم وثائقي، وقد عشنا مع الفنان مدة أسبوعين في براغ، كانت هناك حوارات، وكنا قريبين من بيته، ولا اعرف كيف كنت اعمل عكس ما طلبه مني الفنان التشكيلي فصيل لعيبي، وقد عملت ما أريده أنا، والكلام عن نظرية الكم التي يعمل بموجبها الفنان صبري في مشغله التشكيلي ومبتغاه الإبداعي،
وهي نظرية أو عملية مزج الألوان، وهي أن تذهب إلى مصدر اللون، مثلا لو يرسم التفاحة، يذهب إلى (ذبيبات التفاحة) ويرسم اللون الأحمر أو لون الموزة الصفراء، وهذه بلا وسائل إيضاحية والكترونية، وبعد تصوير مئة ساعة، استطعت أن احصل على 17 دقيقة، للكشف عن غربة هذا الفنان ووحشته، وصدقوني ربما هو لا يعرف طرق وشوارع (براغ) ولا يعي الأشياء التي من حوله، ولو تلاحظون في المشاهد الأولى من الفيلم يبدو شبه ضائع بلا قصدية، ومن هنا بدأت فكرة الفيلم بالنسبة لي كما يبدو له علاقة بالمكان، بيته كالمعبد، هو فقط إلى عالمه الخاص، رجل لا يمتلك تلفزيونا ولا انترنت فقط علاقته بالراديو والموسيقى الكلاسيكية وإذاعة BBC العربية، هو في بحث دائم في متحف بيته، أتمنى أن يكون هذا البيت متحفا وأعماله تصل إلى العراق حتى تتحول إلى متحف. صادق الصائغ: واقعية لها نكهة وطعم خاصقد يختلف الناس والنقاد على الأخص في تقييم أعمال محمود صبري وخاصة تجربته الأخيرة في مجال واقعية الكم، لكن الجميع يتفق بشكل تام على أن محمود صبري يشكل احد الأعمدة التراثية الأساسية في التراث الوطني العراقي والعربي. هو مؤسس ورائد ويرتبط اسمه وثيق الصلة باسم آخر هو جواد سليم. وإبداع محمود صبري في الفن التشكيلي العراقي له تاريخ طويل وممتد ويشمل حقلين أساسيين: حقل النظرية وحقل التطبيق أيضا أي الحقل التشكيلي نفسه.محمود من أوائل الفنانين العرب الذين كتبوا بعمق في حقل النظرية وأسسوا في العراق والبلدان العربية ، الوعي التشكيلي المؤثر الذي استطاع فيما بعد أن يؤثر ليس على جيله فقط وإنما أن يكون بمثابة رسالة مهمة لها أبعاد تتجاوز المرحلة التي يعيش فيها الرسام ويتجاوز القيمة المتحفية إلى قيمة التفاعل والاستمرارية في حياة الشعب العراقي والفنانين التشكيليين والوعي بشكل عام ـ الوعي التشكيلي العراقي. كما أن رسوماته كانت وستبقى نقطة ينتبه لها اغلب العاملين في هذا الحقل.نحن نرى أن محمود صبري في لوحاته القديمة في المرحلة الأولى من حياته ولعلها تمتد ليس بوجه الدقة من الخمسينيات تتسم بواقعية تخص محمود صبري نفسه وتتحرك ضمن واقعية عامة إلا أنها واقعية لها نكهة وطعم خاصان بمحمود صبري نفسه.نحن نرى بحوثه التطبيقية أدت إلى بلورة متوازية مع البلورة التي أحدثها جواد سليم في موضوعات عديدة منها تركيبة الشخصية العراقية ، الميراث، الخواص، السمات التاريخية للعراقي من حضوره الماضي إلى امتداده في عمق التاريخ، نجد أن الشخصية العراقية عند محمود صبري في واقعيته القديمة متكافئة مع الشخصية التي رسمها جواد سليم إلا أنها تختلف في كونها ينعكس عليها التوتر، بينما الشخصية عند جواد سليم مسترخية، شخصية منشرحة على الأغلب، شخصية مرتاحة، لكن الشخصية العراقية التي يرسمها محمود صبري هي شخصية مليئة بالتوتر، وهذا التوتر بالحقيقة يمكن أن تسميه توترا اجتماعيا لأن الشخصية تخوض صراعا عالي المستوى، تخوض صراعاً مع نفسها ومع المجتمع الذي تعيش فيه. فهي بذلك تحمل رسالة وتبدل مجهوداً وطاقة، وهذا المجهود وهذه الطاقة تتشكل على مستوى مشاعر متعددة ومتباينة ونشعر أنها شخصيات استثنائية، شخصيات سامية، تغلبها الشفافية وطابع الشعر، وهي من الناحية الشكلية تقريبا لها استقرار فني أصيل ممكن ملاحظته في جميع الأعمال التي تعرض لها محمود صبري سواء بالنسبة إلى شخصيات الرجال أو النساء أو الأطفال ومن مختلف الأعمال أثناء نشاط الإنسان وأثناء إصلاحه الاجتماعي أو السياسي الذي قد يجد له في بعض الأحيان طابعاً سياسياً حاداً ومباشراً. المرحلة الثانية من حياة محمود صبري هي في رأيي اخطر بكثير هي مرحلة واقعية الكم. وهنا ينشأ الجدل وتنشا مغامرة جديدة ليست مضمونة لمحمود صبري، لكن محمود صبري يراهن عليها بكل ما يمتلك من يقين، لأن المراهنات تعقد على المصادفات لكن محمود صبري يراهن هنا بكل وعيه ويقينه، ويدخل هذه المغامرة بصرف النظر عن المحصول الفني الذي تراكم أثناء عمله الفني.غائب طعمة فرمان: مبدعاً في جميع اعمالهrnتعرفت على محمود صبري كفنان قبل أن أتعرف عليه كانسان وكنت من ضمن الذين شاهدوا معرض الرواد الذي احدث ضجة فنية كبيرة وقتها، كان ذلك عام 1950، وقد صادف في الوقت نفسه أني كنت ابحث عن رسام مبدع ليصمم غلافا لكتابي الأول "حصيد الراحة" فزرت محمود صبري في مكان عملة مصرف الرافدين، وفعلا لبى رغبتي ورسم صورة رائعة وهى في الحقيقة طبق الأصل أو مستوحاة بصدق من قصص الكتاب.بعد ذلك تطورت وتوثقت بيننا العلاقة واشتركنا في اجتماعات عديدة ناقشنا فيها مختلف المواضيع الفنية والاجتماعية وما إلى ذلك من المواضيع ذات الاهتمام المشترك. الحقيقة إن اللقاء مع محمود صبري ممتع جدا ومتعدد الجوانب وفي عام 1951 كان لنا لقاء عمل آخر مشترك حيث اخرج غلاف كتابي الثاني "مولود آخر". وهكذا كان محمود صبري
شهادات
نشر في: 14 إبريل, 2012: 08:04 م