TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: أمين العاصمة

السطور الأخيرة: أمين العاصمة

نشر في: 15 إبريل, 2012: 07:48 م

 سلام خياطمنذ أسابيع، والسجال محتدم – بعضهم يسميه صراعا – بين قطبين سياسيين أحدهما عمالي الهوى، والآخر مرشح حزب المحافظين الحاكم، يتنافسان بضراوة على الفوز بمنصب ( عمدة لندن ) للسنوات الأربع القادمات، وبما يطلق عليه بالعراقي الفصيح (أمين العاصمة).
المناظرات بين الاثنين تتناقل تفاصيلها الصحف وشاشات التلفزة، يتباريان : أيهما سيقدم أفضل الخدمات للعاصمة الممتدة الأطراف بسكانها الملايين العشرة، وزوارها وسياحها الذين لا يقلون عن هذا العدد على مدار العام، إغراء المواطنين بانتزاع التصويت لصالح هذا المرشح دون ذاك، لا يجري بتوزيع صرر نقود على الأفراد أو المجاميع، ولا التلويح بسلع عينية لضمان صوت الناخب، كل الذي يقدمه المرشح عهود ، كعقود مبرمة بين طرفين راشدين، عبر برنامج غني واضح القسمات، مع التأكيد على حتمية تقديم الاستقالة حال نكث العهد أو العجز عن تحقيق ما ورد في البرنامج من تفاصيل.لم أشهد أحد المرشحين يهدد الآخر بإفنائه، أو تفخيخه، أو فضح ممارساته الشخصية، أو اتهامه بما يشين.السجال بينهما يحتدم : أيهما أكثر التزاما ومصداقية بالمنهج وجدول العمل، (جونسون) العمدة الحالي يوجز مسيرته السابقة، ويسهب بما سيحققه للعاصمة وسكانها في قادم الأيام ::نقرأ : استثمر من الميزانية المرصودة ملايين الجنيهات لمساعدة المشاريع الصغيرة على النمو وتحقيق الأرباح ، عزز تأهيل الشوارع الرئيسية، رفع أجور العاملين في قطاع المواصلات لتفادي الإضرابات التي مارستها النقابات، زج بأكثر من ألف شرطي إضافي في الطرقات والحواري للحد من اقتراف الجرائم ، شيد ، وفي خطته تشييد أكثر من أربعين ألف منزل لإسكان من لا سكن له. استثمر أكثر من ثلاثمئة فدان للزراعة المتطورة ، استزرع عشرين ألف شجرة ، وافتتح أكثر من ألف حديقة عامة.العمدة السابق (كين) نقرأ في مفردات برنامجه ، مزايدة على وعود خصمه، يعمد للشريحة الكبيرة من المسنين والمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة ، فيعدهم بالكثير الكثير ، ولا ينسى النشئ الجديد وما سيهيئ لهم من مدارس مؤهلة ، مجانا أو بأجور رمزية، و.....لا أملك إلا أن أهدي هذا النموذج البسيط لمن بأيديهم الحل والعقد في بلدي الأم ، وأمارس حقي بالسؤال البريء (جدا): متى يعلن عن برامج العمل في المؤسسات والوزارات، ومتى نشهد هذا النوع من المباريات الحضارية، بين الحسن والأحسن، والجيد والأجود، والمتميز والأكثر امتيازا، متى نطبق مثل هذا السجال الديمقراطي وممارسة الديمقراطية التي لم نستورد منها غير اسمها، ولم نسمع غير قرع طبولها الجوفاء، ولم نشهد منها إلا أسمالها المهلهلة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram