اعتقال وزير الداخلية ونفيه يعد السيد طالب النقيب ، من أبرز الأسماء الكبيرة في تاريخنا السياسي الحديث ، لما لعبه من أدوار خطيرة منذ أوائل القرن العشرين حتى صدور القرار البريطاني بإنهاء دوره للنهاية . وقد اختلف الكتاب والمؤرخون في تقييم هذه الشخصية التي وصفت بالقلق والتذبذب ... والغموض . لقد انتهى أمره في مثل هذا اليوم من عام 1921 بعد أن فقد زمام السيطرة على طموحه أمام تيار كبير ، فأغرق نفسه ولم تقم له قائمة بعد هذا .
لقد كان طالب النقيب أقوى شخصية عرفها العراق في السنوات 1908 ـ 1920 ، فقد كان العدو الأول للاتحاديين الترك وسياستهم الهوجاء التي أدت إلى موت الدولة العثمانية ، وفي عهد الاحتلال البريطاني ، كانت مواقفه المؤيدة للاحتلال موضع خشية بريطانية مستمرة ، حتى إذا بدأ العهد العراقي ( كذا ) ، عين وزيرا للداخلية في الوزارة المؤقتة ولا أحد يستطيع الوقوف بوجهه . ولما بدا الصراع حول العرش العراقي وتأسيس نظام سياسي جديد للدولة العراقية الناشئة ، كان طالب النقيب من أقوى الشخصيات المرشحة لنيل العرش ، غير أن رأي البريطانيين يتجه نحو الأمير فيصل ابن شريف مكة لأسباب عديدة ، واستقر هذا الرأي في مؤتمر القاهرة في آذار 1921 ، مما أثار السيد طالب النقيب ابن البصرة الذي أخذ بالدعاية لنفسه والهجوم على الانكليز ، وهو لم يزل وزيرا للداخلية ، وفي إحدى الجلسات وأمام الكثيرين هدد باستعمال القوة لنيل مراده ، فقررت الحكومة البريطانية تصفيته سياسيا ، فاستدعي إلى دائرة المندوب السامي ، وعند خروجه منها ، اعتقل ونفي في اليوم نفسه إلى خارج العراق ، حيث اختيرت سيلان موضعا لنفيه لينتهب عهده السياسي ، وبعد سنوات أعيد إلى العراق مريضا ، ثم سافر إلى ألمانيا للعلاج ، غير أن المنية أدركته عام 1929 ، وحمل إلى مدينته البصرة ودفن فيها لتدفن معه طموحات وذكريات وآمال عريضة .rn رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 15 إبريل, 2012: 09:00 م