البصرة/ ريسان الفهدفنانان شابّان من جيل واحد، هما وصفي الفضلي ورعد الحجاج من الناشطين في جمعة حضور الفنية في البصرة. عبّرا بالريشة والرسم وقليل من الكلمات، فضحا المستور والمكشوف في البلد، من فساد إداري ومالي، وحتى النفاق السياسي والاجتماعي، في 80 لوحة مناصفة بينهما، تناولا الواقع بطريقتهما الخاصة، ينتزعون البسمة الجميلة، من المتفرجين، إنها ابتسامة الإعجاب وتأييد للرسوم.
وقالت عضو مجلس محافظة البصرة زهرة البجاري التي افتتحت المعرض في البيت الثقافي للمدى "بعض اللوحات قوية جدا، وتعبر عن الحقيقة في الواقع الذي يعيشه البلد في بعض المؤسسات"، وأضافت "بعض الصحف قد تجد في بعض الرسوم إشارات قوية، قد تخشى نشرها، ولكننا نشجع النقد الساخر والهادف والحقيقي"، مدير البيت الثقافي حسين إبراهيم قال لـ(المدى) "البصرة تشهد حراكا ثقافيا جميلا في مختلف المجالات في الشعر والفن والمسرح، وهذا دليل عافيةالمدينة الثقافية"، وبيّن أن "المعرض حمل في طياته محاكاة لواقع المدينة الأغنى في العراق، واقعها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في أسلوب فني ساخر"، وكشف أن "ذباب وخيول يعد أضخم معرض بالنسبة للفن الكاريكاتيري، تضمن 80 لوحة حاكت الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمدينة البصرة بأسلوب كاريكاتيري ساخر. الفنان المشارك في المعرض رعد الحجاج قال "إن الصحف تخشى نشر رسومالكاريكاتير لان بعضها محسوب على جهات تخشى التعبير عن الخطأ وكشف الفساد بأسلوب ساخر"، مضيفا "أننا مستعدون لأن نتعامل مع جميع وسائل الإعلام وخصوصا الصحف والمجلات لإعادة الحياة لهذا الفن النبيل الهادف"، وعن تسمية المعرض بذباب وخيول قال الحجاج "عنوان المعرض يدل على تلازمية الأبيض والأسود، الفساد والنزاهة، الإنسان والجريمة، إذ استخدمنا الذباب كرمز للتلوث والضرر الذي أصاب العراقيين، فيسرق الأمل من وجه الطفولة، والإرهاب يشوه وجه الإسلام ويتحايل باسم القانون"، وأضاف الحجاج "أما الخيول فقصدنا بها الأصالة وهي المواطن في مواجهة القبح بكل أشكاله، وهي ترقب القدرة المخيفة للذباب في الامتصاص والتلوث وهذه الخيول التي تقع على قمة التلة مكبلة ستزيح وكر الذباب وتعدو سريعا نحو نصرة وطنها". وقال الفنان صبري المالكي إن "اختفاء فن الكاريكاتير في البصرة يعود إلىندرة إقامة معارض الكاريكاتير في المحافظة، بسبب ما يتطلب هذا العمل من مستلزمات تقنية وإدارية".