TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن : مأزق رجل سلام

نص ردن : مأزق رجل سلام

نشر في: 16 إبريل, 2012: 07:55 م

 علاء حسن احد الاصدقاء أستاذاً في إحدى الكليات  هو ناشط  مدني،  وعضو مجلس  السلم والتضامن في العراق  ، بمعنى انه رجل سلام ، ينبذ العنف كغيره من  ملايين العراقيين ، وبرغم الحادث الذي تعرض له  نجلاه ، ظل متمسكا  بثوابته  بمواجهة العنف ، ونتيجة الحادث الذي طال نجليه عندما تعرضا لاعتداء مسلح أدى لإصابتهما بجروح وكسور ،  لجأ الأكاديمي إلى السلطة القضائية ، لاعتقاده بان القانون  سيضمن له حقوقه ، ويقتص من المعتدين، ولكنه أثناء وجوده أمام قاضي التحقيق  سرق منه تلفونه الخاص من جيب سترته ، 
أثناء دخوله إلى المبنى ،  فتحمل مرارة الموقف ورفض الحديث عن سرقة  تلفونه ، لأنه لا يريد أن تصدر منه  إشارة قد تفسر بأنها إساءة لجهة قضائية  ، فالتزم بوصفه رجل سلام ، الصمت  وابتعد  عن طرح سؤال أو استفسار عن مصير تلفونه الشخصي  ، لكي  يمنح الفرصة للقانون  ليقول كلمته الفصل في قضية الاعتداء على نجليه . خلال الأشهر الماضية  تصدرت تصريحات المسؤولين والسياسيين وأعضاء مجلس النواب عبارات من قبيل استقلالية القضاء وحياديته وأهمية التمسك به واحترامه ،  وغيرها من الأوصاف التي جعلت الرأي العام يعتقد ونتيجة كثرة الحديث حول هذا الموضوع  بان القضاء في العراق  يرتقي إلى مستوى القداسة ، لمهنيته وابتعاده عن المؤثرات السياسية والحزبية والدوافع الطائفية والمذهبية ،  والحديث عن هذا الواقع ينطلق من قناعات  ولا يعبر عن تمنيات ، وآراء شخصية ، وفقدان  أو سرقة تلفون رجل السلام   مجرد "حادث عابر"  ولاسيما حينما  تعود الذاكرة العراقية إلى المثل الشعبي الشائع  لبيان علاقة "الزور بالواوية ".قبل أيام وأثناء برنامج  تلفزيوني تعرضه إحدى الفضائيات المحلية  ، يقدمه رجل دين ، رد على سؤال  لأحد المشاهدين حول قتل الكلاب  السائبة ، وقال مقدم البرنامج  أن لا إشكال شرعيا في قتل الكلاب ، لكنه  أعرب عن قلقه ومخاوفه أثناء الإجابة ، من ترك الفراغ للواوية ، وإشارته كانت تتضمن تلميحا  إلى نوع آخر من "الواوية " ولم يدخل في التفاصيل ، فأنهى الإجابة بابتسامة ، فترك  للمشاهد تفسير التلميح .العراقيون  يطلقون  على من يتمتع بالمكر والنصب والاحتيال   تسمية "واوي عتيك " وهذا النوع من  بنات آوى ضحاياه من المواطنين الأبرياء  يدفعون للواوي مبلغا من المال لإنجاز معاملة  رسمية تاريخ تقديمها يعود إلى العصور السومرية ، ووردت ضمن الرقم الطينية ، وحتى هذه اللحظة لم تنجز ،  لأن المستمسكات المطلوبة غير متوفرة ،  وكتب صحة الصدور لم تصل بعد إلى الجهات المعنية ، و"الواوي العتيك" فشل في إنجاز المعاملة  ، لأن  أساليبه في الاحتيال عاجزة عن إقناع الموظفين بان معاملة المواطن مستوفية كل الشروط  والضوابط ، وصاحبها خاض الانتخابات التشريعية والمحلية  وأدلى بصوته مع بقية أفراد أسرته وعشيرته  لقائمة جعلت من القانون وحمايته وصيانته  شعارا ومنهجا لطرد "الواوية" من كل الأنواع،  لضمان الملاذ الآمن للدجاج والخلاص من "واوي عتيك"  يشن هجماته من دول الجوار على دجاجنا المسكين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram