TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: قتال بقنابل صوتية

نص ردن: قتال بقنابل صوتية

نشر في: 17 إبريل, 2012: 07:45 م

 علاء حسن استخدام القنابل الصوتية  في  النزاعات العشائرية  ظاهرة بدأت في محافظة البصرة،  وامتدت إلى المدن المجاورة ، فأثارت قلق الأجهزة الأمنية  والمدنيين على حد سواء ، وفسرت من قبل مسؤولين محليين ، بأنها محاولة لإثارة الفتنة ، ولاسيما أنها  طالت منازل شخصيات سياسية ودينية .
والقنبلة الصوتية لا تحتاج إلى تقنية  متطورة لصناعتها ، وكان استخدامها شائعا  قبل عشرات السنين في بغداد ومحافظات أخرى ، في المناسبات الدينية ، والمزاح  الثقيل بين الشباب ، وتكفي غرامات قليلة من مادة الزرنيخ والحصو ولفها بقطعة قماش  وإحاطتها بالخيوط لتكون "بوتازة " بحجم صغير تخلف صوتا عاليا يثير الرعب ، وربما يؤدي إلى تهشم الزجاج وقلع النوافذ ،  خصوصا أن  منازل العراقيين في ذلك الزمن قديمة جدا وآيلة للسقوط  وبإمكان "عطسة العنز" أن تهدم الجدار وتقلع  الباب . صناعة البوتازة  كانت تتطلب مهارة عالية ،  والحذر  الشديد  لتجنب احتاك الحصو بالزرنيخ  ثم حصول الانفجار ، وفي أغلب الأحيان يكون مصحوبا بالاشتعال ،  فيحترق الخبير ، وعلى صوت" يبوووووه" من  والدته  يتجمع الجيران لإنقاذ  المنزل من النيران ، وبعد الاطمئنان على سلامة أبو "البوتازة"  تنهال النصائح والإرشادات والتأنيب والتحذيرات من القيام بهذا العمل نظرا لما يحمله من أضرار ، وإزعاج واعتداء على الآخرين .اختفت "البوتازة "  منذ عقود ، وربما أصحابها يتذكرون مغامراتهم معها ، ومنهم رجال من  مدينة الكاظمية،  شنوا هجوما يوم كانوا في سن الشباب  على قرية  "البطة " في حي الجوادين حاليا في ساعة متأخرة  من الليل ، لأن احد سكان القرية  كسر حباب  موكب "الجركجية" عمال صناعة الجرك و"المكاوية"   في حي الصنائع ،  سهوا بعربة يقودها حماره ، وتلك الحادثة كادت تصل إلى نزاع عشائري ، ولكن الحكماء من الطرفين  توصلوا إلى تسوية سريعة ، وقتلوا الفتنة في مهدها ، مع  توصية لإجبار الآباء على منع الأبناء من استخدام البوتاز  وصناعتها ،  ومنع العطارين من بيع مادة الزرنيخ لصغار السن .بعد حادثة قرية "البطة " انحسر استخدام  البوتاز في مدينة الكاظمية ،  وتخلص الأهالي من أصواتها  ، لأن الشباب التزموا بنصائح الكبار ، ومما أسهم في غياب الظاهرة نهائيا ،  تنامي الشعور  بأنها ، تعد اعتداء سافرا  على الآخرين .القنابل الصوتية في زمننا  الحاضر ربما دخلت إلى العراق من دول الجوار ، وأخذت طريقها إلى مستخدميها  بأسعار "أخت البلاش"  وربما مصنوعة محليا وهذا الاحتمال وارد جدا ، لأن الكثير من الشباب أصبح اليوم يمتلك الخبرة العالية في تحوير  العتاد واستخدام البارود في صناعة "بوتازة أم الصجم" ، وبحسب الخبراء فإن هذه "البوتازة" قادرة على قتل البعير والخنزير، فضلا عن استخداماتها الأخرى في صيد السمك أو النزاع العشائري،  أو حتى في  الصراع الأزلي بين زوجة الابن وأمه ،  وبين مشجعي وأنصار ناديي  ريال مدريد وبرشلونة. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram