لندن / وكالاتقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الثورة التونسية أصبحت في خطر، حيث يعتقد بعض التونسيين الذين أصيبوا بخيبة الأمل من بطء وتيرة الديمقراطية أن رؤية السلفيين للشريعة تقدم حلا.وتشير الصحيفة إلى أن تونس منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي، قد تم الثناء عليها باعتبارها نموذجا ناجحا للدول العربية الأخرى كي تتبعه، لكن هذا التفاؤل لا يتشاركه الجميع، ومنهم التونسيون أنفسهم.
فوفقا لاستطلاع حديث للرأي، يشعر حوالي 70% من التونسيين بأنهم منقسمون الآن أكثر مما كانوا عليه قبل الإطاحة بابن علي، وأن 65% تقريبا يصفون الوضع في بلادهم بأنه سيئ أو سيئ للغاية.فالأداء الاقتصادي والاجتماعي المتواضع في البلاد بعد ثورتها في العام الماضي يفسر، كما تقول الصحيفة الكثير من المرارة والإحباط الذي يشعر به التونسيون، فبعد ما يقرب من 10 أعوام حقق فيها التونسيون نموا سنويا، وصل إلى 5%، دخل اقتصاد البلاد في ركود عام 2011، ووصلت البطالة إلى 18%، بعدما كانت مستقرة عند 13% في عام 2010.وتتابع الصحيفة قائلة: إن الاعتصامات والإضرابات زادت مع إلقاء كثير من التونسيين باللوم على الحكومة التي لم تحرك ساكنا، ونقلت الصحيفة عن عياض بن عاشور، الرئيس السابق للمجلس الانتقالي الثوري. وأضاف قائلا: إنه منذ الثورة، أصبحت السياسة مشغولة بالتعامل مع ظهور جمعية تأسيسية منتخبة ديمقراطيا، وبوضع دستور جديد. إنه شرط أساسي قبل أن تتمكن الحكومة من مواجهة المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكنه يستغرق وقتا، ولا يفيد العاطلين في تونس الذين بلغ عددهم 800 ألف.ويشير بعض المحللين إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد هو عامل هام لتنامي السلفية. ويقول منجي عمامي، مدير شعبة البحوث في النقابة العمالية، التي كان لها دور بارز في الإطاحة بابن علي، إن السلفية تبنى قاعدتها الاجتماعية على مجموعة من الأشخاص المحرومين في أحزمة الفقر بالمدن الداخلية، ويرى عمامي أن صعود السلفية هو ظاهرة اقتصادية اجتماعية قبل أن تكون دينية.ومؤخرا، أصبح السلفيون محل انتقادات متزايدة من منظمات المجتمع المدني في تونس التي تتهمها بتعريض رسالة الثورة للخطر.
الغارديان: صعود السلفية يضع الثورة التونسية في خطر
نشر في: 18 إبريل, 2012: 09:13 م