 كربلاء/ أمجد عليأثار كتاب أصدره أحد النسابة عن بعض عشائر كربلاء، الكثير من الاعتراضات والسخط وكاد يتحول إلى فتنة ومواجهات مسلحة، وفيما اعتبر عدد من الشيوخ أن المؤلف أساء لعشائرهم وقام بتحريف الحقائق، أكد مؤلفه أنه اعتمد مصادر خاصة به.
الكتاب الذي حمل عنوان (قبيلة بني حسن) لمؤلفه عليوي سعدون دهام نصر، لم تقف تداعياته عند حدود الرفض والاستياء، بل امتدت إلى ضرب أحد أبناء مؤلف الكتاب، ما استلزم تدخل أحد المسؤولين المحليين في المحافظة لتهدئة الأوضاع، ورضوخ المؤلف إلى تقديم الاعتذار للعشائر المعترضة."المدى" حاولت اللقاء بمؤلف الكتاب إلا أن ظروفا خاصة حالت دون ذلك، لكن أحد المقربين منه، أشار إلى أن المؤلف نسابة له عدد من المؤلفات، ويعمل مهندسا في إحدى الدوائر الصحية بمحافظة كربلاء.وقال المصدر لـ"المدى": إن المؤلف أدرج في كتابه عن قبيلة بني حسن، قناعاته وما متوفر لديه من مصادر معلومات عن أصول العشائر والقبائل العراقية في المحافظة، مبينا أن "الكتاب تناول أيضا علاقة العشائر بعشيرة بني حسن، وعشيرته الثراون ـ يقصد عشيرة مؤلف الكتاب ـ التي هي واحدة من عشائر بني حسن، والكثير من المعلومات التي تثبت بحسب رأيه صحة إصدار الكتاب".لكن شيوخ العشائر المرتبطين بقبيلة بني حسن وغيرها من العشائر التي ورد ذكرها في الكتاب، وجدت في بعض ما ذكر إساءة إليها، وهو ما دفع شيوخها إلى إصدار بيانات استنكار موجهة إلى مؤلف الكتاب حصلت "المدى" على نسخ منها، فندوا فيها ما ذكر، وشكك البعض منهم في الأصول العشائرية للمؤلف.الشيخ جبار مهدي الشعلان آل مهدي رئيس قبيلة الثراون بني حسن، التي يدعي مؤلف الكتاب الانتساب إليها، نفى في بيان موجه إلى اتحاد المؤرخين العرب، جاء فيه: "إن العمود ـ النسب ـ الذي ورد في الكتاب في ص 296 لا أساس له من الصحة، كما أؤكد وبشكل قطعي عدم وجود صلة نسب بين بيت الرئاسة لقبيلة الثراون (آل شعلان) وبين مؤلف الكتاب المدعو عليوي سعدون دهام نصر"، مبينا أنه "حرر هذا الأمر حفاظا على تاريخ ونسب قبيلة الثراون من التزييف والتحريف ودخول الغريب ونحن غير مسؤولين عما ينشره المومأ إليه".أما رئيس عشيرة العوابد في كربلاء الشيخ حسين عبد العظيم ذرب عجمي، فقد قال في بيان موجه إلى مؤلف الكتاب: "بعد اطلاعنا على الكتاب وجدت أن كلامك عن عشيرة الذويلات ص 364 غير دقيق بالمرة، وأردت بأسلوب ينم عن الحقد والغيرة والتلاعب أن تشوه مسيرة تلك العشيرة العربية التي سكنت ديارها الحالية منذ أكثر من قرنين".رئيس عشيرة الدعوم الشيخ عبد الأمير خان علي عودة، رد على المؤلف في بيان له بالقول: "ذكرت في هامش الصفحة 56 بالرقم 6 الدعوم عشيرة صغيرة من عشائر الجبور أحد أحلاف بني حسن ومن المشاركين في المعركة غصباً"، مؤكدا أن عشيرته "لم تتحالف في يوم من الأيام مع بني حسن ولا تخضع لسوانيها ولكن هناك تحالفا قائما بين الدعوم وبني طرف وبني أسد والسادة أهل العرد".وتحدّث شيخ عام عشيرة العرابدة وعشائر العنزة في كربلاء مؤيد عبيد هادي المطلك العربودي العنزي قائلا في بيانه: "المؤلف تناول عشيرتنا في الصفحة 305 وأعطى معلومات خاطئة وغير مسندة وكأنه يهتم فقط بتشويه الحقائق فينحرف عن جادة البحث والنسابة والتاريخ"، متهما المؤلف بأنه "تعمد إخفاء حقائق مهمة وانشغل بتزييف وقائع لتكون لصالح مخيلته، بل أؤكد أن المؤلف انساق وراء تشويه الحقائق محاباة لشخصيات مهمة في الدولة بهدف تنصيبه شيخا على عشيرة العرابدة"، على حد قوله.ونبه الشيخ العربوي إلى أن "مؤلف الكتاب عضو فرقة سابق في حزب البعث المنحل وقد تم اجتثاثه بعد العام 2003".من جهته، يرى الباحث والمؤرخ الشيخ مهنا رباط الدرويش المطيري في أن "المؤلف مزج في كتابه روايات سحرية خيالية يمكن أن تعود إلى العصرين السومري والأكدي وليس العصر الذي يتناوله في كتابه".وأضاف في حديثه لـ"المدى" أن المؤلف "صب هجومه على جميع عشائر الفرات وساداتها ولم يترك عشيرة إلا وضع لها لغزا، وأكثر من هذا فقد صب غضبه على أمراء بني حسن ونكر وجودهم وسلب في كتابه دورهم القيادي في الديوانية وكربلاء والنجف كما سلب اسمهم (آل حسن) وهو الاسم الوحيد لآل العباس".واختتم بالقول: "المؤلف نكّل بالعشائر، وأنكر ورفض 41 عمود نسب صحيحة أيدها عشرة خبراء في وزارة الداخلية وكذلك لجنة الأنساب في اتحاد النسابين العرب"، مؤكدا أن الكتاب يفتقر إلى المصداقية المهنية وما كان على مؤلفه أن يقحم نفسه في مثل هذه الأمور لأنها قد تفتح بابا لا يغلق"، بحسب تعبيره.إلا أن مدير شؤون العشائر في كربلاء المقدم سلمان الحسناوي قال لـ"المدى": إنه كان على المؤلف إن يدرك حجم النتائج التي يتوقعها إذا ما أصدر هذا الكتاب.وأضاف الحسناوي "ليس كل ما يعرف يقال ولا كل ما يقع في الأيادي يعد وثيقة كما أن الوثائق ليست بالضرورة جميعها صادقة في مصدرها، وهذا ما وقع فيه المؤلف من خطأ&qu