TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حياة في رسائل جوزيف روث.. ستيفان زفايغ وآخرون

حياة في رسائل جوزيف روث.. ستيفان زفايغ وآخرون

نشر في: 28 إبريل, 2012: 05:54 م

ترجمة: عباس المفرجيحياته كانت ملأى بالأحداث مثل رواياته(( لا يمكنني أن أتخلى عن الإنسانية أو الحرية  )) أعلن جوزيف روث في رسالة الى صديقه النمساوي ستيفان زفايغ . الحرية ، كانت الصواب الذي يلائم وضع ممتلكاته في حقيبتي سفر والإقامة في الفنادق ؛ الانتقال في سنة واحدة من النمسا الى المانيا الى فرنسا الى روسيا ؛ ألا يكون له عنوان ولا حساب في المصرف . كان متزوجا ، من امرأة اُودعت في مصحة الأمراض العقلية ، وكان له علاقات طويلة الأجل مع عشيقات . لكنه تجنب (( روائح الطبخ و’ الحياة العائلية ‘ )) .
 (( أتبرّز على الأثاث . أكره المنازل  )) الإنسانية ، كانت الواجب الذي يدفعه لمساعدة هذه النساء مع آبائهن واطفالهن . كان روث في الغالب مفلسا ، لكنه مع هذا تقاسم المال الذي كان معه مع ثماني نساء أخريات .على نطاق أوسع ، كانت الحرية هي الترخيص الذي يسمح له بازدراء أصدقاء وأمم يفتقرون الى الإنسانية . كان روث يعيش في المانيا في 1933 ، لكن في اليوم الذي أصبح فيه هتلر مستشارا رحل عنها ولم يعد أبدا . (( ما يميّزني عن الجميع ، الذين هم ناشطون في المانيا  )) قال لي زفايغ الأكثر تكيّفا : (( هو بالضبط ما يميّز الإنسان عن الحيوان )) .العيش بهذه الطريقة التي لا تقبل التسوية مرهق ومكلف . بحلول عام 1935 ، لم يبق أحد ، من أصدقاء وناشرين ، الا واقترض منه نقودا ، وحتى من ساقي الحانة الذي أبدى استعداده لذلك . كان يعمل لعشر ساعات في اليوم ، منتجا كل يوم مقالة وكل سنة رواية ، لكنه كان رجل أعمال فاشل ومدمنا على الكحول . وكان زفايغ يوبخه لأنه يصرف على الشراب أكثر مما تصرفه عائلة متوسطة الحال على أمور العيش . نتيجة لذلك ن كان روث ينحلّ جسديا . كان يتقيأ طحالا ودما ؛ كانت عيناه تشتعل وقدماه منتفختان ؛ كان شعره وأسنانه يتساقطان .ها هو روث ، الذي كان ينزف ويصرخ من خلال رسائله ، اصبح متاحا في اللغة الانكليزية لأول مرّة من قبل مايكل هوفمان . ليس هناك أي سيرة حياة لروث بالانكليزية ، وحتى الآن ستكون هذه بالنسبة للعديد من القرّاء أول لمحة عن الإنسان الذي يقبع خلف رواياته . سيكون بمقدور قرّاء " مسيرة رادتزسكي " أن يطابقوا روث مع سيماء أشهر شخصياته ، ليوتنانت تروتا ، الذي هو الآخر متشرد وكحولي مدمر لذاته . لكن بينما يستجيب تروتا بشكل سلبي للأحداث ، فإن مبدعه يرمي نفسه بعنف على العالم ، شاجبا له حتى عندما خسر معركة بقائه حيا .في واحد من أروع مقالاته السيرية التي تقاطع مرارا هذا الكتاب ، يضفي هوفمان على روث سمات (( رجل يقوم برحلة الى حافة العالم على برميل )) . كان روث يعرف أنه مدان ، لكنه دفع بنفسه قدما ، قاصدا التدمير حيثما ذهب ، عبْر الرسائل والبرقيات التي كان يدبجها باهتياج شديد ، ويرسلها بشكل ملحّ ( (( متظاهرا ان البرقية لم تخترع بعد  )) كما قال زفايغ يوما دفاعا عنه.تثبت الرسائل انها وسيلة مثالية للوصول الى معرفة رجل قاوم سيَر الحياة التقليدية ، حابسا الحياة الخاصة به داخل أسطورة . في كتاب " اليهودي التائه " ، الاستكشاف الآسر لأصول روث الغاليثية ، يصف دينيس ماركس روث بكونه (( واحد من أكثر الكذابين استثنائية في الأدب)) . كان روث يعيد مرارا اختراع مكان ولادته وتاريخه المبكر  وغالبا ما كان يناقض نفسه . كانت رسائله تتيح لهذه التناقضات والقصص البديلة أن تتعايش . يمكنه هو ان يقول للكاتب الشاب برنارد فون برنتانو أن تجربة الحب باطلة ، زائلة ، بعد الجنس ، (( تماما مثلما يتلاشى الفيل الوردي حين تتناول الكحول )) ، لكنه يقع هو نفسه في الحب ويصرّ على ان الحب وحده يمكن أن يجعله يحسّ بأنه حيّ . يمكنه أن يؤكد لبرنتانو (( ساكون دائما صديقا لك )) ، لكنه يعلن بعدذاك بأربع سنوات أن برنتانو هو واحد من الناس القليلين الذي يتمنى بشدة قتله (( دون الشعور بوخز الضمير أكثر مما أشعر وأنا اطفئ سيجارة )) .مع ذلك ، تبقى بعض الرؤى في الرسائل متماسكة ، ويظهر روث للعيان ضميرا متميّز الشذوذ بالنسبة لعصره . كان روث يكره المانيا ، بأناقتها الزائفة ، أصواتها العالية وغانياتها القبيحات ، وميولها القومية الأكثر خطرا . وقرفه من القومية قاده الى احتقار اسرائيل الصهيونية ، ربما بنفس القدر الذي يلعن به المانيا المعادية للسامية . (( صهيوني هو اشتراكي قومي ، اشتراكي قومي هو صهيوني . )) يصف يهوديته الخاصة به بـ (( مسألة ميتافيزيقية )) . رغم أنه سعيد بأن يعرّف نفسه بيهودي ، لكنه كاثوليكي الروح .هذه هي مجموعة غريبة من رسائل ، لا تتضمن رسالة موجهة الى زوجة روث أو عشيقاته ، وهناك رسائل قليلة جدا لأسرته . ووصف علاقاته الرومانسية هو أقل تكرارا من قوائم مبالغ ديونه . لكن من الواضح أن ولعه يكمن في الأدب والصداقة أكثر من الحب والزواج . في هذه الناحية ، تعيننا الرسائل حقا على التعرّف على أكثر الجوانب توهجا وشخصية في روث ، والأكثر منها في مراسلاته مع زفايغ . صداقة روث معه رسمية على نحو نموذجي . في عام 1930 أقنع زفايغ روث بأن يسقط كلمة ’’ سيد ‘‘ من المخاطبة ، لكن روث ظل يحجم عن مخاطبة زفايغ بـ ’’ ستيفان ‘‘ . مع هذا ، فإن الرسمية لا تمنع التعبير عن الحب العميق والكراهية . كان روث مخلصا بقوّة الى ’’ الحبل السُرِّي للصداقة ‘‘ مع زفايغ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram