اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الهُويّة العراقيّة أجوبة صريحة على أسئلة مثيرة!

الهُويّة العراقيّة أجوبة صريحة على أسئلة مثيرة!

نشر في: 28 إبريل, 2012: 06:01 م

د. سيّار الجميل*| 1 ـ 2  |أولاً : من نحن .. من نكون ؟؟إن العراقيين من الدارسين والعلماء العراقيين قد كتبوا الكثير عن العراق، ولكنهم لم يكتبوا كثيرا عن العراقيين .  إن محاولات ناجحة لبعضهم، عدت عملة صعبة عند العراقيين كونهم لم يجدوا أحدا يقرأهم قراءة معمقة  . لقد تأسست المعرفة الأكاديمية العراقية منذ أكثر من ستين عاما، ولكن ما حصيلتها العلمية بعد هذا العمر الطويل ؟ ربما مرّ العراق بظروف قاسية سياسية وأمنية واستخباراتية منعت علماء الاجتماع والتاريخ والانثربولوجيا من بحث المجتمع العراقي بكل حرية وعمق، فلم تظهر لنا حقائق،
 ولم تزخر الثقافة العراقية  بنتائج  وأعمال .. بل غابت موضوعات  أساسية لمعرفة هذا المجتمع ، والبحث عن هويته التي كان ينكّل بها يوما بعد آخر ليس من قبل السلطات، بل حتى من مراجع وأعيان وشيوخ يمثلون أطياف المجتمع .. بل بلغ الأمر أن يستهان بموضوع الهوية من السلطة والمجتمع معا على حساب الانقسامات البيئية المحلية، أو العشائرية والترييف، أو التمزقات القومية جراء الشوفينية  البليدة لكي ينتهي الأمر بالتشظيات الطائفية البغيضة .. من يتوغل برا ونهرا، ويمتد في كل أصقاع العراقيين ، ويتدارس ثقافاتهم المتنوعة  بل لم يجدوا من المؤرخين، وما أكثرهم في العراق، من يفلسف تكوين العراق الاجتماعي الحديث، ولم نجد من حلل تراكيب العراقيين الصعبة على أحسن ما يكون، ونجدهم اليوم يستشهدون دوماً بعمل المؤرخ حنا بطاطو كونه درس الطبقات الاجتماعية في العراق دراسة وثائقية وخبر أدوار المسؤولين العراقيين السابقين، ولكن خانه انعدام معرفته العميقة بالعراق والعراقيين . هكذا،  بقي المؤرخون يجترون الاحداث والوقائع ويعيدون كتابة التراجم  ويتسامرون على أمجاد القبائل والعشائر والعوائل أو صبغ التاريخ العراقي بصبغات أيديولوجية، أو إسقاط المشاعر السياسية ،في حين بقيت العلوم الاجتماعية في العراق تعيش مشكلات عدة بل تنتقل من أزمة إلى أخرى، وعلى رأس تلك المشاكل  مشكلة " الهوية "، إذ اختلطت المفاهيم والإجابات على سؤال بقي يطرح نفسه منذ  تشكيل الدولة العراقية عام 1921 وحتى يومنا هذا .. سؤال يقول : من نحن ؟ ومن نكون؟ ولعل السياسة والسلطة من أكبر العوامل التي أضرّت  بالمعرفة العراقية  ناهيكم عن انهيار أساليب التعليم والحداثة مع جملة انهيارات بدأت مع إصدار قوانين مجحفة بحق التعليم منذ تغير ًنظام الحكم الملكي عام ١٩٥٨، وكلنا يعلم مأساة الزحف الذي نقل منح جملة كبيرة من الفاشلين والأغبياء شهادات .. وصولا إلى زمن عراقي كسيح منح الحق لغير المتفوقين الدخول في كليات وجامعات تحت واجهات سياسية وانتماءات حزبية وأكذوبات نضالية وكرامات رئاسية ..  إن الانهيارات قد طالت التربية في المدارس، فأثر ذلك على مستوى التعليم في الجامعات  حتى غدت الجامعات مجرد مدارس بدائية، بل أن بعض الثانويات عدّت أرقى من جامعات بعينها . إن وقوع المعرفة والعلوم العراقية تحت وطأة السلطة وأنظمة الحكم ودخول متحزبين إلى مرافق علمية ليصبحوا أعضاء ضمن الهيئات العلمية في الأقسام قد اضرّ بالعراق والعراقيين ضررا كبيرا وباتت البعثات إلى الخارج منحصرة  بالمنتظمين حزبيا، ولم يعد العراق يشهد ولادة مبدعين ومبدعات في العلوم الإنسانية والاجتماعية وفي الفكر، وقتلت المواهب ولم يعد التفكير يمتلك أية مساحة من الحريات.    لم يفكر احد بالمعرفة الحقيقية بل شغلهم النضال في الأوكار، أو التصفيق والتهريج في الشوارع ، أو المباراة المصطنعة في مهرجانات الشعر الشعبي، أو الجلسات التافهة في المقاهي والكازينوهات أو حتى المكاتب .. أو الحلقات البليدة في الجوامع والحسينيات .ثانياً: معنى الهوية العراقية1/ أجوبة على تساؤلات المتعارف عليهالهوية سمة اجتماعية لا سياسية، وهي لا تتوالد من فراغ ولا تختفي بسرعة أبداً مهما حاول المشككون والحاقدون والكارهون والانفصاليون والطائفيون والمنافقون وكل الطوابير الخامسة والسادسة وما أكثرها في العراق من اغتيالها أو تشويه سمعتها . إن الهوية لا تتغير في يوم وليلة، ولا تضمحل إلا بعد تفاعل عوامل قاهرة أو متجذرة أو تاريخية . إن الهوية عنوان مجتمع، كما هو اللقب عنوان أي فرد من الأفراد. إن الهوية ليست غطاء او حجابا كما يريد البعض ان يسوق ذلك اليوم ..  قد يكون الغطاء دينا أو الحجاب مذهبا أو عرقا، ولكن إن اجتمعت كلها في مكان أو بلد أو بيئة ، فان " الوطن " يسبقها كلها ، فالوطن يسبق الجميع  . الوطن هو الأرض، والوطن هو الأقدم في التاريخ،  والوطن هو البيت الجغرافي ، والوطن هو المنتج للإنسان،  وهو الذي يحتويه في حياته ومماته . الوطن هو المصير وهو الوجود الذي يشكل أي اختفاء له من الذاكرة شرذمة للمجتمع  بذاته . الهوية هي الوحيدة التي تعبر عن معنى الوطن وقيمة الإنسان في وطنه لا في أي شيء آخر . إن استبيح الوطن ماتت هوية الإنسان فيه،  وان تسلط حاكم، أو حزب ، أو عصابة وبدأ تسويق لون واحد من الألوان على حساب الهوية، ماتت الهوية  . وإن استفحلت التعصبات والتحزبات ماتت الهوية،  وإن شغلت العواطف بالآخرين من السابقين أو اللاحقين ماتت الهوية ، وإن افتقد التجانس أو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram