بغداد/ محمود النمر تصوير/ محمود رؤوف يوسف العاني اسم ارتبط بالثقافة الوطنية العراقية سنوات طويلة.. وهو الحاضر على خشبة المسرح، أعماله جزء ثمين من ذاكرة الفن العالمي.. مولير العراق كما كان يحلو لحسين مردان أن يطلق عليه، ارتبط مع الصحافة بحبل سري.. فمنذ الخمسينيات وهو يكتب وينشر وإذا ما راجعنا سيرة حياته المترعة بالعطاء، والتي جعلته بإبداعه كمؤلف مسرحي وممثل نجد أن صفة الكاتب الإعلامي كانت جزءا من تكوينه الحياتي والثقافي
حبه للصحافة جعله قريبا من الإعلاميين يحاورهم ويشاكسهم.. سألناه، لو لم تكن فنانا ماذا كنت ستختار من المهن؟، فقال ضاحكاً "طبعا الصحافة لأنافسكم وأتفوق عليكم". بالأمس كان فنان الشعب يتجول في أروقة المدى.. فهي الصحيفة المحببة إلى قلبه وفيها أصدقاء ما أن يصل إلى بغداد حتى يهاتفهم ليطمئن عليهم، انتهزت فرصة حواره الساخن والمثير مع مدير التحرير لأساله: * كيف كانت قصتك مع الصحافة؟- إذا كان المسرح هو الأول، فأن الصحافة لعبت دورا آخر بالنسبة لي ومارستها كهواية وحاولت أن اقتبس أو انتفع منها ما يغنيني على صعيد حياتي كلها وكذلك مجال عملي الرئيس والذي هو كما ذكرت المسرح، فالصحافة جعلتني اقترب أكثر من الناس، وأحاول أن التقط منهم ما أريد لهذا الشيء الذي سيعلن للناس أو يعطي نفعا وفائدة أو توجيها للذين أتحدث عنهم، أو الموضوع الذي اغتنيتُ به كي اغني الآخرين، فكان ذلك من خلال الصحافة أولا وأخيرا.* هل تشعر أن الصحافة صاحبة فضل عليك؟ - هناك فضل من الصحافة علي، فقد كتبت كثيرا في الصحف، ومنذ أواسط الأربعينات إلى حد اليوم، وبعدد من الصحف المتنوعة والكثيرة وإضافة إلى المجلات أيضا، واستطعت أن اجمع أو أكوّن عددا من الكتب التي وصلت بها الآن إلى 24 كتابا وأكثر هذه الكتب تعتمد بجزء كبير مما نشر فيها على أمور صحفية، نشرت للناس بين حين وآخر، لكنني لم اجمع كلما كتبت، وإنما اقتبس مما كتبت من المواضيع التي أجد أنها مازالت تعيش في ضميري وفكري، وتعيش بين الناس أحيانا، لكي أؤكد عليها ولكي أعيد صياغتها وفق الظرف الذي تظهر فيه للناس، لهذا اعتقد إضافة إلى صداقتي ومحبتي لكثير من المثقفين الذين اعرفهم ويعرفوني، أن الصحافة فتحت باب هذا التعارف، ولي أنا أيضا عدد كبير وكبير جدا من الصحفيين هم أصدقاء وزملاء، أحبهم وأتابعهم لا من اجل القراءة لما يكتبون، وإنما متابعة لهم لما قدموا أو أخروا وأتمنى أن تكون المادة الصحفية قد قدمت للناس من خلالهم هي في تقدم دائم، وهذا أمل كبير من آمالي.* ألا تتذكر الموضوع الأول الذي نشرته في الصحف؟- أول موضوع نشرته هي عبارة عن قصة وكانت في سنة 1946 بعنوان "تحت شجرة الزيتون" وهي قصة حقيقية رومانسية، كتبتها بعد عودتي من الجامعة الأمريكية، حيث كنت ادرس هناك ولكني لم أكمل دراستي، وقد نشرتها في مجلة "البادية" وكان رئيس تحريرها محمد المعتصم، وقد ضاعت مني هذه المجلة، ولكن بعد حين، وجدت نسخة منها موجودة في المكتبة العامة في بغداد، وفعلا سررت بوجود هذه المجلة التي حملت أول موضوع صحفي نشرته فيها، ثم تابعت النشر لفترات طويلة، وقد أشرفت على أبواب لها علاقة بالمسرح، ثم حصرت كتاباتي في النقد السينمائي، وقد صدر لي كتابان عن السينما وكتب أخرى لها علاقة بالثقافة أيضا، وتنوعت واختلفت هذه المقالات، حتى صرت جزءا من الصحافة في العراق والصحافة في البلاد العربية، لذلك فكثيرا ما يعتقدون إنني صحفي قبل أن أكون مسرحيا، وهذا شرف اعتز به وأتمنى أن يستمر مادمت على قيد الحياة.* في الأشهر الأخيرة لاحظنا ابتعادك عن النشر في الصحف؟ - مازلت اكتب واكتب وانشر، فانا الآن في مرحلة نشر كتب عن تجربتي في مجال المسرح والثقافة بصورة عامة، وسيصدر هذا الشهر كتاب جديد لي هو الذي يكون الرقم 24 ويحمل عنوان "أساطير الحكايات" عن حكايات كنا نسمعها ونحن صغار ونعتبرها أسطورة، ولدي مشروع للكتابة في المدى حول تجارب حديثة في المسرح.. يعني سأصبح محررا معكم.. (يضحك -وراح نشوف منو يقرؤون له أكثر".
يوسف العاني لـ( المدى): الصحافة جعلتني اقتربُ أكثر من الناس
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 28 إبريل, 2012: 06:26 م