TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > منطقة خضراء في عمق الصحراء

منطقة خضراء في عمق الصحراء

نشر في: 28 إبريل, 2012: 06:46 م

ليث العبيدييأتي المقال هذا استكمالاً لما نشره الزميل العزيز سرمد الطائي في عموده (عالم آخر) قبل أيام تحت عنوان (عشرة عوائق تعرقل كبار مسؤولينا) والذي تطرق فيه إلى المعرقلات التي تقف في وجه كبار مسؤولينا وتمنعهم من الاستمرار في مسيرة العطاء خدمة لشعبهم الذي على ما يبدو لم يقدر التضحيات التي يقدموها من اجل توفير الحياة المستقرة والمستمرة له ولأجياله اللاحقة من بعده.
وقد ذكر الأستاذ سرمد ستة عوائق من عشرة وترك الأربعة المتبقية ليكتشفها القارئ بنفسه، والذي ربما ستنتابه الحيرة في تحديد ماهيتها، ولكي اختصر عليه الوقت والمجهود ووجع الدماغ التي قد يحتاجها ليستخلص النتائج وربما سيختلف مع غيره من القراء وتتضارب الآراء والتحليلات، وقد يؤدي ذلك إلى معارك طاحنة نهايتها قتلى وجرحى من الطرفين، كما حدث بعد مباراة برشلونة وريال مدريد في إحدى المحافظات قبل عامين . فالسبب السابع هو الإقامة شبه الدائمية للمسؤولين في الدول المجاورة والبعيدة وعدم حضورهم الى أماكن عملهم الرسمية إلا أثناء اشتعال الأزمات السياسية أو لحضور بعض الاجتماعات الروتينية وهذه الرحلات المكوكية تتطلب ركوب الطائرات بشكل متواصل مما يعرضهم للخطر بسبب كثرة حوادث الطائرات نتيجة الازدحام الجوي وانخفاض كفاءة الطيارين الأجانب.والسبب الثامن هو الارتباك الحاصل في العملية السياسية والأزمات المتعددة التي يثيرها بعض السياسيين (المشاغبين) الذين يحاولون تعكير الأجواء على مسؤولينا وتشتيت أفكارهم مما يقلص فرص تقديم الخدمات للمواطنين كون المسؤول سينشغل بالحرب على الجبهة السياسية للتصدي للمناوئين له من السياسيين أصحاب (النوايا السيئة).أما السبب التاسع فهو وجود الحواجز الكونكريتية ذات الارتفاعات العالية التي تحيط بالمنطقة الخضراء وتمنع المسؤول من إطلاق العنان لمخيلته التي تتطلب فضاءً واسعا للتأمل أسوة بما كان يفعله القذافي حين يجلس في الصحراء الممتدة آلاف الكيلومترات، ولعدة ساعات يتأمل ما سيفعله بالبلاد والعباد وعلى الشعب العراقي أن يطالب الحكومة ببناء منطقة خضراء (صحراوية) في صحرائنا المترامية الأطراف دون حواجز كونكريتية  لتوفير الجو التأملي للمسؤولين كما أن هذا المشروع العملاق سيوفر فرص العمل للعاطلين، من المواطنين والمقيمين، ويمتص البطالة من الشارع وينتشل (المقاولين) من السقوط في هاوية الفقر والحرمان بسبب توقف أعمالهم منذ زمن ليس بالهين نتيجة كثرة عددهم وتكالبهم على المقاولات الحكومية بأعداد هائلة لم يسبق لها مثيل وربما يتيح لنا المشروع كذلك فرصة افتتاح خط جوي جديد يربط المنطقة الخضراء رقم (1) بالمنطقة الخضراء رقم ( 2 ) ليوفر للمسؤولين والمقربين منهم أقصى درجات الراحة والأمان ويغنيهم عن تحمل عناء استخدام الطريق البري المحفوف بالمخاطر بسبب انتشار مثيري الشغب وقطاع الطرق وكذلك عدم تعرضهم للمتاعب والمضايقات لكثرة المطبات الاصطناعية والزحامات المرورية على نقاط التفتيش كما سيوفر المزيد من فرص العمل للعاطلين من الطيارين والمظيّفين ومراقبي الحركة الجوية وعمّال الخدمة الأرضية والحمالين .أما السبب العاشر ( وهنا تسكن العبرات ) فأتركه للقارئ الكريم كما فعل زميلي العزيز ... فليس كل ما يعلم يقال ... وكفى الله المؤمنين القتال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram