أحمد عبد الحسين قال أتباع التيار الصدريّ أمس ان أحد مرشحي كتلة "دولة القانون" لمنصب في محكمة التمييز "هو من أتباع النظام البعثيّ المباد وانه أصدر عشرات أحكام الإعدام بحقّ من أدى صلاة الجمعة في زمن الشهيد محمد محمد صادق الصدر"؛ في استفتاء رفعوه إلى السيّد مقتدى الصدر الذي أجابهم بخط يده متسائلاًً "وهل يعلم الأخوة في دولة القانون بجرائمه أم لا؟". مضيفاًً "أعلموهم رجاءً".
لا أدري إنْ كان الأخوة في التيار قد أعلموا زملاءهم في دولة القانون بالجرائم المفترضة للموما إليه، لكني أعرف انّ الإعلام بكلّ وسائطه، وإعلاميين في صحف وفضائيات طالما أعلموا "دولة القانون" عن كثير ممن ساند النظام المباد حتى صارت أسماؤهم أيقونات دالّة على التملّق لذلك النظام، وهم اليوم أيقونات تملّق للـ"قانون" ودولته. وأعلمناهم مراراً وتكراراً عن مسؤولين ونوابٍ ونقابيين أشهر من أن نورد أسماءهم هنا، يرتعون اليوم في كنف "دولة القانون" وهم الأكثر هياجاً في الذبّ والمنافحة حتى عن أخطاء الكتلة والحكومة، وهم ممن ذاع صيتهم وسارت بكلماتهم الركبان في مدح قائدهم الهمام السابق الذي "أصبع من كفه "يسوى" أمريكا وما بيها"، وممن تربّوا في أحضان عبيد صدام، وممن غذاهم نقيبُ مخابرات سابق كان يردد انه الابن الثالث للطاغية.لا أدري إنْ كان الإخوة في التيار يعرفون أن آليات التسلّط واحدة، وان المتسلّط يطلب على الدوام متملقاً جاهزاً وماسح أحذية يتقن مهنته وله خبرة في التبخير للطغاة والتطييب، وفي الكلام البليغ الفارغ الذي يجعل الحقّ باطلاً والباطل حقاً.ولا أدري إن كان الإخوة في التيار يدركون أن رموز الجبن والانحناء أمام صدام ونظامه يعيشون ربيعهم اليوم، ولا أدري إن كانوا يعرفون ان متضرري الأمس هم متضررو اليوم، وان الغلبة لم تزلْ لكل من يستطيع أن يكون متملقاً خنوعاً في القول والفعل.وجود قاضٍ مقترحٍ ليكون في محكمة التمييز يتهمه الصدريون بالجرم، يشبه وجود نائبٍ في البرلمان، ونقابيّ قياديّ ومسؤول أمني كبير ولدى الإعلام عنه ألف وثيقة ووثيقة تثبت أنه كان في جيش متملقي صدام الذين آذوا وأذلوا العراقيين طوال عقود.السلطة تريد هذا. تريد أشخاصاً لا تتعب معهم بشراء ذممهم، لأنهم يعرضونها للبيع أصلاً وبأرخص الأثمان. تريد السلطة ضميراً مستعملاً، وفماً مدرباً على المدائح، لتمتلئ الصحف والفضائيات بإنجازات القائد "الزعيم القويّ الذي كل من يعاديه فهو عدوّ الشعب العراقيّ" "والذي أنقذ بغداد من عصور الظلام" هاتان الجملتان وردتا قبل أيام في مقالين منشورين بإحدى الصحف، ولسان حال صاحبيهما يقول القائد هو العراق والعراق هو القائد. لأن ضمير الكاتب ووجدانه تربى طويلاًً على عبارة "إذا قال صدام قال العراق".هل يعلم الإخوة الأعزة في التيار الصدري ان الإخوة في دولة القانون يعلمون أن بعض الإخوة ليسوا إخوتنا بل أخوة لكلّ طاغية يملأ أفواههم أوراقاً نقدية خضراء بعد أن ملأ صدام أفواههم دنانيرَ مزوّرة؟
قرطاس :أتعلم أم أنت لا تعلم؟
نشر في: 28 إبريل, 2012: 06:47 م