د.سامي عبد الحميدكان لابد أن يعود إلى الوطن البعض من المسرحيين المغتربين ليضيفوا رصيداً جديداً إلى رصيد المسرح العراقي الذي توقف إلى حين . وكان أول العائدين (طلعت السماوي) وتقديمه لوناً جديداً من المسرح هو (دراما دانس) أو (دراما الجسد)، فوجد من استهواه هذا الفن وكان (علي طالب )، الذي توقف وهاجر
وكان (انس عبد الصمد) و(فويد احمد) وكانت عودة (جواد الأسدي)، قصيرة كنا نتمنى أن تطول وان لا تقتصر على تقديم مسرحية واحدة في ظرف امني حالك السواد . وكنا لا نتمنى على الخبير أن يغادرنا بعد أن قدم (الأحدب )، وكنا نتمنى أن يعود آخرون إلا أن يهاجر من ظل باقياً في العراق طيلة الأعوام العجاف. وللتاريخ نذكر مبادرة (حيدر منعثر) في تقديم مسرحية بعنوان (عودة غائب) في الإشارة الى العائدين جميعاً، وإحياءً لذكرى الروائي الكبير (غائب طعمة فرحان) وإصرارا على الحياة أن تقدم المسرحية في شارع المتنبي بعد أن دمره الإرهابيون، وكان المؤمل أن تواصل فرقة المسرح الفني الحديث نشاطها في مسرح بغداد لولا تزايد نشاط الإرهاب.rnالوضع المسرحي الآن استقر وضع المسرح الوطني في العراق وان لم يستقر الوضع الأمني، فقد استطاعت إدارة السينما والمسرح أن تواصل نشاطها مسرحياً وسينمائياً وان تقدم عروضاً مسائية، حضرها جمهور غفير خصوصاً عندما كانت الفرق بحاجة إلى استخدام تقنيات تجتذب مثل ذلك العدد من المتفرجين بعد أن غابت مجالات التسلية عن أبناء بغداد وخصوصاً دور السينما . استطاع المسرحيون العراقيون أن يحافظوا على مكانتهم في الوسط المسرحي العربي وكان حضورهم بارزاً في معظم المهرجانات والملتقيات الفنية . لقد عاودت الفرقة القومية نشاطها، ولكن دون مشاركة معظم أعضائها الأساسيين بل أن بعض المشاركين في أعمالهم هم في خارج كوادرها، وهنا لابد أن نكرر إطلاق تسمية (الفرقة القومية للتمثيل ) على جميع الأعمال المسرحية التي تساهم الدائرة في إنتاجها مهما كانت مستويات تلك الأعمال حيث أن ذلك يقلل من قيمة هذه الفرقة العريقة، وهي فرقة الدولة التي يجب أن تضم أبرز المسرحيين في البلاد. ونوجه ملاحظاتنا حول الأعمال التي تقدمها الفرقة بانتصارها على المسرحيات القصيرة مع بعض الاستثناءات القليلة وهي في الغالب إما من تأليف مؤلف عراقي جديد أو من إعداد مخرج العمل. والمعروف أن المسرح في البلاد والمثقفين لا يعتمدون مثل تلك المسرحيات ذات الفصل الواحد . تحاول دائرة السينما والمسرح مشكورة استضافة مخرجين بارزين من خارج كوادرها وتحاول إقامة مهرجان مسرحي دولي وتحاول تنشيط حركة المسرح في المحافظات ولها مبادرات مشكورة تستحق التقدير والثناء . ولعل من اللافت للأشياء هو النشاط المتعاظم والمستمر لمنتدى المسرح، حيث احتضن مجموعات عديدة من الشباب، وأقام الندوات الفكرية والمهرجانات المحلية والعربية وللأبد من توجيه الشكر لإدارته . ومع كل هذا وذاك تبقى حركة المسرح في العراق متعثرة بغياب قطاع مسرحي مهم ألا وهو الفرق الخالدة التي كانت تملأ الساحة المسرحية بأعمالها المنفردة، فأين هي فرقة المسرح الحديث وفرقة المسرح الشعبي وفرقة اليوم واتحاد الفنانين ألا ينبغي إحياؤها ودعمها كي تكون خير منافس لفرقة الدولة، وإلى متى ستبقى بنايات المسارح المهمة خربة مثل مسرح الرشيد ومسرح النجاح ومسرح بغداد . وهنا لابد أن نتقدم بالشكر لمحافظة بغداد التي خصصت إحدى قاعات منتدى بغداد الثقافي لتكون مسرحاً وثيقاً لمن يريد عرض عمله المسرحي هناك . ولابد هنا من أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى وزارة الثقافة لأنها ساعدت في إعادة الحياة إلى دائرة (المركز العراقي للمسرح) ومواصلة الاتصال مع الهيئة العامة للمسرح TI ولكن هذا المركز ما زال ينتظر دعما ماليا لكي يوسع نشاطاته ويثبت مكانته بين المراكز المحلية في العالم .rn آفاق المستقبلrnإن بقي حال المسرح في العراق كما هو الآن فلا يمكن أن تقول إن هناك تقدماً قد حصل، ولا يمكن القول إن هناك مسرحاً عراقيا بالمعنى الكامل . وإذا ما سار بلدنا إلى الإمام في مجال استتباب الأمن، والاعمار والاستقرار والازدهار فلا بد أن يسير المسرح بالتوازي إلى الإمام، وإذا لم تتم المجالات الأولى فإن مصير البلد في أكمله في مهب الريح . من الخطوات التي نأمل أن يخطوها مسرحنا إلى الأمام في المستقبل القريب كما يأتي : أولاً :- إعادة إعمار أبنية المسارح : مسرح الرشيد، مسرح المنصور ، مسرح النجاح ومسرح بغداد، كما لابد من بناء مسارح جديدة في بغداد، وفي مراكز المحافظات، وقد استبشرنا خيراً بعزم أمانة بغداد بناء دار أوبرا، ولكن نتساءل ماذا ستقدم هذه الدار إذا ما تم تشييدها؟ وهنا لابد أن نذكر أن بغداد مقبلة على أن تكون عاصمة للثقافة العربية، ونتساءل هل أعدوا العدة الجيدة للمناسبة القادمة؟ ثانياً:- تقديم الدعم المتزايد لفرقة الدزلة الفرقة الوطنية ل
واقع المسرح في العراق وآفاق المستقبل (2-2)
نشر في: 28 إبريل, 2012: 07:36 م