اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > تصور غوداري عن يوم الغفران حظرته إسرائيل

تصور غوداري عن يوم الغفران حظرته إسرائيل

نشر في: 28 إبريل, 2012: 08:19 م

ترجمة: عباس المفرجيفي عام 1973 ، صنعت سوزان سونتاغ فيلماً غوداريا عن حرب يوم الغفران. بعودة "أراضي الميعاد " إلى الشاشة، الكبيرة نتعرّف من جديد اليوم على الفيلم الذي حظرته إسرائيل.هل استمتعت سونتاغ بصنع "أراضي الميعاد"، فيلمها الوثائقي المجزأ عن حرب يوم الغفران عام 1973؟
 بعد فترة قصيرة من إتمامه، وبعد الاستقبال الفاتر له، كتبت : ((صنع فيلم هو تعييب منمّق ، حَصَر نفسي، رُهاب احتجاز، استنزاف، شعور بالخفة. صنع فيلم هو القبض على إلهام طائر . صنع فيلم هو إفساد الصيد ، وأحيانا معرفة أن الأحمق الجدير باللوم هو نفسك . صنع فيلم هو غريزة عمياء ، حسابات تافهة ، قيادة ناعمة ، حلم يقظة ، عناد ، مِنة ، خداع ، مجازفة )).لم يكن الأمر سهلا عليها . سونتاغ ، التي توفيت عام 2004 ، والتي كانت تعرف بـ "سيدة الأدب الأميركي الغامضة"، هي المنتجة لمقالات، روايات، قصص قصيرة ومسرحيات مؤثرة. لكن في كتابات موثوقة حول الثقافة، الفوتوغراف وكل شكل من أشكال السينما، من الخيال العلمي إلى الموجة الجديدة، وضعت لنفسها مهمة مروّعة عندما وقفت وراء الكاميرا وأصبحت سيدة الصور. لا واحدة من هذه أوقفتها عن المحاولة. إنه واقع لا يعرفه الجميع ، وهو أن سونتاغ صنعت أربعة أفلام رئيسية ، الثالث بينها ، "أراضي الميعاد" ، هو الأكثر استثنائية. الفيلمان الأولان ، كانا دراما برغمانية فرعية في اللغة السويدية ، أما الرابع فهو اقتباس عن قصة قصيرة لها عنوانها "جولة بلا دليل"، حكاية انهيار علاقة تدور أحداثها في فينيسيا . يتعلق "أراضي الميعاد" بحرب تشرين الأول التي دامت عشرين يوما، والتي اتحدت فيها مصر وسوريا للقيام بهجوم مفاجئ على إسرائيل. وحتى قبل أن تنتهي أحداث الحرب، تركت سونتاغ العالم الدافئ المريح لأهل الفكر اليهود في نيويورك للذهاب إلى هناك وتوثيق ما رأته.مغامرة مثل هذه، لم تكن غريبة على سونتاغ : كانت كتبت كتابها "رحلة إلى هانوي " قبل سنوات قليلة من ذلك. لكن هذه الرحلة أخذتها، وعلى نحو مبدع ، بعيدا أكثر عن عالمها المريح . في ذلك الوقت ، كانت منهمكة في كتابها " حول الفوتوغراف" ، سلسلتها الشهيرة من المقالات التي توجز القضايا التي ستجد نفسها تتصارع معها على الأرض في إسرائيل . كتبت قائلة عن الفوتوغراف أنه ((أداة قوية تنقض السمة الشخصية عن علاقتنا مع العالم)). وتحذّر من أن المعرفة الفوتوغرافية ((لا يمكن أن تكون أبدا معرفة أخلاقية أو سياسية)). كانت تقارن الكاميرا بالبندقية. ثم ذهبت الى إسرائيل لتصوِّر الدبابات المخرّمة بالقذائف والبقايا المفحّمة للجنود. مثلما كانت كتابات سونتاغ غزيرة الإطلاع على مفكرين أوروبيين مثل رولان بارت ووالتر بنجامين، كذلك أصبح المؤلفون الأوروبيون أدلاءها السينمائيين ، وبوجه خاص جان - لوك غودار . كانت سونتاغ أثنت على فيلم غودار "لتحيى حياتها" ( 1962 )، حول انحطاط امرأة باريسية إلى الدعارة، وهو مروي من خلال 12 مشهدا لا ترابط جوهري بينها . كتبت عن الفيلم داعية إياه بـ ((معرض، مظاهرة. إنه يُظهر ’أن‘ شيئا حدث ، لا ’ لماذا ‘ حدث))، تماما مثلما كتبت : ((أن تفسّر هو أن تفقر، أن تفصد العالم)) . وفقا لذلك ، فإن "أراضي الميعاد" هو فيلم وثائقي أقل مباشرة من كولاج بصري . هناك صور لمناطق معركة وجنود، لكن أيضا صور حياة شارع يومية، مناظر صحراوية، جنازات، أسواق، حائط المبكى . المدرج الصوتي للفيلم هو نتف من أصوات راديو، أجراس كنيسة وطلقات رصاص ومقطع من حديث لمفكريَن إسرائيليين معارضيَن سياسيا، العالم الفيزيائي يوفال نعيمان والكاتب يورام كانيوك، الذي يقول : ((اليهود لم يفهموا أبدا المأساة)) .مع هذا، ليس من الواضح تماما ماذا نرى ومَن نسمع ، خاصة بعد أربعين سنة. سونتاغ نفسها ربما كانت غير واضحة، تقول ايللا شوهات ، السينمائية الإسرائيلية التي قدّمت "أراضي الميعاد" عند عرضه في مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن الأسبوع الماضي . (( لا أعتقد إنها تعرف جيدا المجتمع الإسرائيلي في مجال الانتماء الأخلاقي ، الطبقة ، اللغة ، اللهجات . وما من سبب يدفعها إلى ذلك . كان حقا فيلما عن إسرائيل [مرئيا بعين] أميركية يهودية لم ترتبط بالضرورة بالديانة اليهودية أو الصهيونية)).محاولات سونتاغ تبعا للحياد الغوداري لا تقبل التسوية في النهاية ، تقول شوهات : (( الفيلم ليس متعدد الأصوات ، حرفيا ومجازيا)) . لا يُسمع صوتا للفلسطينيين ، ولا لأي امرأة . بدلا من ذلك ، يكون وضع إسرائيل المعقد مقدما من قبل رجلين، نعيمان وكانيوك. (( إنها تتحول في الفيلم إلى توكنغ هَد [ مقدم برنامج على التلفزيون يواجه الكاميرا بلقطة كلوز- آب ] عالمية بأسلوب وثائقي عندما تجري مقابلات معهما ــ بالضبط من النوع الذي يسخر منهم وودي ألن في "زيلغ" )) .لكن "أراضي الميعاد" يفيد من العين التي ترى بها سونتاغ من الخارج كيف أعلنت إسرائيل عن نفسها بنفسها. ثمة لقطات لبوسترات ، إشارات شوارع ، شعارات ــ أنظمة من الصور داخل نظام الصور الخاص بالف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram