النجف / عامر العكايشيأعربت شخصيات دينية وعشائرية وسياسية عن استيائها الشديد من تكرار استهداف مكاتب المرجعيات الدينية في النجف، محملين الأجهزة الأمنية مسؤولية تلك الحوادث.ففي مدينة النجف القديمة وأمام مكتب المرجع الديني الشيخ بشير النجفي، خرج العشرات من طلبة الحوزة العلمية وشيوخ العشائر بمظاهرة حاشدة لإعلان شجبهم واستنكارهم لتلك العمليات، محملين الحكومة والأجهزة الأمنية المسؤولية متهمين إياهم بالـ"تقصير".
وقال عبد اللطيف العميدي، أحد المتظاهرين، لـ"المدى": إن المئات من طلبة الحوزة العلمية وشيوخ العشائر في محافظة النجف، شاركوا في هذه التظاهرة، "معتصمين أمام بوابة مكتب المرجع الديني الشيخ بشير النجفي معلنين شجعهم واستنكارهم لتكرار هذه الاعتداءات الإرهابية التي تحاول النيل من مبادئ ومواقف المراجع الدينية الوطنية تجاه القضايا العراقية وتقصير الحكومة ومشاكلها".وأضاف أن "المعتصمين حمّلوا الحكومة الاتحادية والأجهزة الأمنية مسؤولية تزايد هذه العمليات، والوقوف عاجزين عن مسك خيوطها، كما استنكروا تصريحات التقليل من أهمية هذه الاستهدافات التي تطلق من قبل بعض المسؤولين".وتساءل العميدي "أين هو دور الأجهزة الأمنية، ولماذا لم يتم مسك متهم واحد وعرضه ليعلم الشعب من يقف خلف هؤلاء الذين يريدون زعزعة أمن محافظتنا ومحاولة المساس بمقدساتنا والمراجع الدينية".وشهد الاعتصام القاء كلمات وبيانات مساندة وتضامن من قبل ممثلين عن الحوزة العلمية وعشائر النجف والأدباء والمثقفين في المحافظة.فيما اعتبر إمام جمعة النجف السيد صدر الدين السيد القبانجي خلال زيارة قام بها للمرجع النجفي أن "هذه الاعتداءات لا تستهدف فقط شخص المرجع أو المعتمد بقدر ما تستهدف الطعن في الدين والمذهب"، مشيرا إلى أن "السكوت عن هذا يعني السكوت عن غيره بل لا يمكن لنا الوقوف صامتين على مثل هذه الفعل وأن الناس ينتظرون من المراجع ومنا الإشارة كي يقفوا موقف المتصدي في الخروج والاستنكار".وأضاف "إننا ننتظر من فضلاء الحوزة وطلبتها أن يكونوا بموقف التصدي ويعلنوا الرأي الرافض تجاه هذه التجاوزات المتكررة والمشبوهة".المرجع النجفي بدوره حمل مسؤولية الحادث إلى تقصير المسؤولين، مستغربا صمتهم عن الحادث، مضيفا "المستهدف من هذه الأعمال ليس الشخص بل المبدأ, ونحن نعتبر ما يحدث لنا مواساة للعراقيين الذين تقطع أشلاؤهم اليوم في الشوارع مقابل صمت وتقصير من قبل السلطات مع أننا مللنا من الصراخ والمطالبات لكن دون جدوى فهم يتصارعون فيما بينهم وشعبهم يقتل".وانتقد النجفي صرف المبالغ التي كانت مخصصة لمشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية وقال: "إن مليارات الدنانير صرفت في مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية وبلا جدوى لو كانت هذه الأموال صرفت في بناء مساكن تؤوي الفقراء من أبناء المحافظة لكان أفضل".من جانبه، دعا النائب الدكتور عبد الهادي الحكيم الجهات الأمنية إلى إعلان نتائج التحقيقات الجارية بشأن استهداف مكاتب مراجع الدين وإطلاع العراقيين على التفاصيل لمعرفة الجهات المنفذة والراعية لاستهداف المرجعية الدينية.يذكر أن مكتب المرجع الديني الشيخ بشير النجفي كان قد استهدف ليلة الأربعاء الماضي بعبوة صوتية لم تسفر عن خسائر بشرية وقبلها بيومين فقط كان مكتب المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض قد تعرض لحادث مماثل.والجدير ذكره أن المرجعين النجفي والفياض يعتبران أحد المرجعيات الأربعة الكبرى في محافظة النجف يضاف لهم السيدان على السيستاني ومحمد سعيد الحكيم.ش
استياء شعبي ورسمي في النجف من تكرار استهداف مكاتب المرجعيات الدينية

نشر في: 28 إبريل, 2012: 09:00 م