علاء حسن منذ اندلاع الازمة السياسية في العراق نتيجة اتساع الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة في الحالية ، لوح ائتلاف القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي بخيارت عديدة ، منها اجراء انتخابات مبكرة ، وسحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء ، واقامة تحالفات جديدة لتغيير الخريطة السياسية عبر الاتفاق مع كتل نيابية اخرى منضوية ضمن التحالف الوطني،
لاختيار مرشح بديل للمالكي، وكل هذه الخيارات وعلى الرغم من انسجامها مع قواعد العملية الديمقراطية لم تاخذ طريقها للتطبيق على ارض الواقع ، وربما لهذا السبب قلل نواب ائتلاف دولة القانون من اهميتها ، واشاروا الى صعوبة تحقيقها ، لأن تنفيذها يحتاج الى قاعدة برلمانية واسعة ، ومجلس النواب الحالي غير قادر حتى على تحقيق جلسة بنصاب كامل ، لتشريع القوانين المهمة ، وتفعيل دوره لاخراج العراق ليس من الفصل السابع ، ولكن من قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم . تلويح نواب العراقية بسحب الثقة او تشكيل حكومة جديدة ، وغيرها من التلويحات ، تحتاج الى تماسك وحدة القائمة ، وفي حال استمرار التصريحات على هذا الايقاع ، سيكون حديث نواب القائمة مجرد "صولة فاشوشية" ولاثبات حقيقة ان توجهاتهم جادة ، عليهم ان يقدموا الدليل لناخبيهم كما يصرحون عادة ، بأن موقفهم ليس مجرد كلام عابر ، طالما نظر اليه الآخرون انه محاولات للضغط للحصول على المزيد من المكاسب. في احدى قرى محافظة ديالى يتدول ابناؤها مغامرات وصولات احد الرجال ، ومنها انه في احد الايام دخل الى مضيف كبير عشيرته، حاملا " نص اخمص" ووجه تهديده للحاضرين قائلا :" المرة ما تمشي" في اشارة واضحة لاحتجاجه على زفاف البنت الى "رجل اجنبي" من خارج عشيرته، ووسط اجواء الرعب التي اشاعها بين الحاضرين ، والخوف من اطلاق النار بلحظة الضغط على الزناد ، ارتفعت الاصوات الداعية لاعتماد الحوار والتهدئة، وانهاء حالة التوتر، مع وعود بتنفيذ مطالب خميّس باسرع وقت ممكن لتفادي حصول كارثة، وبلهجة ابناء العشيرة "كارفة" يذهب ضحيتها الابرياء بسبب حماقة شخص ، ينطبق عليه المثل "فالة بيد مخبل " ، وبحكمة الحاضرين وتوسلاتهم بالابتعاد عن استخدام العنف ، تخلى الرجل عن الخيار المسلح ، ولجأ للحوار عن قناعة شخصية ، وحينما طرح مطالبه بترديد مقولته "المرة ما تمشي" الا بعد حصوله على دشداشة جديدة من نوع البازة وحذاء جلدي ، تمت الصفقة بعد ان استغرق الحاضرون بنوبة من الضحك ، لأن المطالب لم تكن تستحق استخدام السلاح في "صولة صاحبنا " التي كادت تسفر عن عواقب وخيمة ووقوع خسائر بالارواح والممتلكات. اسماء الصولات في العراق كثيرة ، ورجالها يعرفهم القاصي والداني ، وصاحبنا بعد ان حقق امنيته في الحصول على الدشداشة و"الحذاء القبقلي " تفصال "نمرة 47" لأن الجاهز لايناسب حجم قدمه ، خرج من لائحة ابطال الصولات لتحقيقه اهدافه بزمن قياسي قصير جدا، ونتيجة حسن سلوكه وابتعاده عن تكرار حماقاته في استخدام السلاح ، حصل اتفاق بين ابناء عشيرته على ان يتزوج من احدى قريباته ، فتخلص من مغامراته في شن الصولات وتركها لمن يدعي انه من ابطالها ورجالاتها.
نص ردن: صولة متأخرة
نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:32 م