بغداد/ وائل نعمة لم تحقق جلسة البرلمان الأخيرة قبل عطلة العشرة أيام الخاصة بالنواب نصابها القانوني، وبرغم التبريرات المتفاوتة شأنها شأن الكتل المتمثلة في داخله لعدم عقد الجلسة إلا أن ممثلي الشعب اعتادوا التغيّب عن الاجتماعات –كما يقول بعض النواب – الكافتريا، والسفرات، وقوافل الحج دوما تؤخر عمل الجانب التشريعي وتدخل مشاريع قوانين في سبات طويل. وأخيرا أداروا ظهرهم لملفات فساد في وزارة الكهرباء كان من المتوقع ان تطيح بمسؤولين كبار لو تحقق النصاب وقرروا تعطيل النقاش.
اليوم يبحث المواطن عن أمثلة يقدمها البرلماني والمسؤول احتجاجا على الأوضاع السيئة التي يعاني منها، سواء في مجال الخدمات أم في الوضع الأمني وليس أن يؤجل ويرحل الأزمات، فقد انتشرت قبل ايام على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" صورة برلماني قبرصي يصل لمكان عمله راكبا حمارا احتجاجا على رفع سعر الوقود. وتساءل المعلقون على الصورة في الصفحة "ماذا على البرلماني العراقي أن يفعل كي يحتج على كل مصائب العراق"؟ التعليقات على شبكة التواصل الاجتماعي حول موضوع "حمار النائب القبرصي" معظمها شكرت تواضع المسؤول، حيث يقول أبو عبد "شكرا للمسؤول القبرصي على تواضعه بركوبه الحمار لارتفاع المحروقات وليرى مسؤولونا كيف يتصرف أقرانهم"، ويرى المعلق على الصورة انه لو فعلها احد المسؤولين في العراق فسوف يتهموه بالجنون، لأنه وحسب تعبيره "اعتدنا أن يسكن المسؤول بعيدا عن همومنا في برج عاجي زجاجه مظلل". ويسخر آخر بالقول "الحمار غير مصفح لذلك لا يمكن أن يمتطيه مسؤولونا"."مسؤولونا يختلفون عن غيرهم"، يقول السياسي جاسم الحلفي، ويتابع "ذوو المناصب في العراق يبحثون عن وسائل خلق الفجوة بينهم وبين المواطن...انه نائب ومسؤول عن نفسه وليس موظفا في خدمة عامة".الحلفي وفي أثناء حديثه يتذكر بعض الأمثلة لدول غربية تنازل فيها المسؤول عن امتيازاته بعدما انتهت فترة توليه للمنصب "حينما خسر حزب المحافظين في السويد لصالح الاشتراكيين، سلم رئيس الوزراء حينها مفاتيح السيارة الخاصة بالحكومة إلى الرئيس الجديد ورجع إلى بيته مستقلا عجلة هوائية"، ويضيف الحلفي "ووزيرة الخارجية السابقة للدولة نفسها احتاجت أموالا لتشتري ملابس في يوم الجمعة ولم تكن تملك غير (فيزا كارت) خاصة بالحكومة، فدفعت من خلالها وأرجعت الأموال الحكومية في يوم الاثنين، وبرغم ذلك ثارت ضجة إعلامية واستقالت بعدها". ويتهم النائب عمار الشبلي بعض المسؤولين في خلق مسافة كبيرة بين المنصب والمواطن، ويضيف "لا نجد تواضعا لدى المسؤول في تقليص السيارات التي ترافقه في موكبه.. البعض يطلق الصفارات والأعيرة النارية ولا يكترث بنقاط التفتيش".عضو التحالف الوطني ينتقد ايضا سعي بعض المسؤولين إلى السفر خارج العراق "لا يمضي أسبوع حتى يأخذ البعض جوازهم الدبلوماسي ويغادرون البلاد... إنهم لا يحتملون موجات البرد او الحر في العراق".لا يخفي على القاصي والداني في العراق أن البلاد تعاني من أزمات في الخدمات ولاسيما الكهرباء، فيما الوزارة لا تعرف مدى استهلاك الطاقة في المنطقة الخضراء، والكثير من منازل المسؤولين خارج نظام القطع المبرمج.فيما يوضح الشبلي إن بعض الوزراء والنواب الذي يرفض ذكر أسمائهم يسري عليهم ما يسري على باقي المواطنين من قطع للتيار الكهربائي.
نائب قبرصي يحتج على ارتفاع المحروقات بركوب "حمار"
نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:46 م