TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الجنوب والخارج في معادلة المشهد العراقي القادم

الجنوب والخارج في معادلة المشهد العراقي القادم

نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:53 م

طالب عبد العزيزهل آن أوان رحيل العراق الجديد ،الموعود بالديمقراطية إلى المجهول؟ ،هذا سؤال يجد إجابته في كثير مما تتناقله وسائل الإعلام، والخريطة السياسية تحمل ما هو أسوأ، فمن التصعيد سياسيا مع تركيا، إلى   عودة الهاشمي محملا بدعم عربي – تركي إلى زيارة الزعمات الكردية إلى الولايات المتحدة والتصعيد من نغمة الاستقلال إلى الموقف السعودي والقطري من قضايا الداخل العراقي إلى مُنذرات كثيرة تقول في غالبيتها بأن المشهد السياسي في العراق آيل للتغير أو للرحيل النهائي لا محالة.
  رئيس الوزراء نوري المالكي وتحسباً لكل قادمة يمسك حتى اللحظة بقبضته الحديدية بأعقد وأدق مفاصل الدولة،الجيش والشرطة والأمن والنفط والاقتصاد والمحكمة الاتحادية ... لذا ستظل بغداد والجنوب العراقي آمنين،ذلك لأن المشهد يدار بآلية يفهمها المواطن التقليدي هناك على أن حكومته،شيعية،ترتبط معه بمرجعية واحدة،فهي حامية له من كل رياح للتغيير والعودة إلى حكم الغرب السني بأشكاله المتعددة،البعثي والقومي أو الاثنين معا،وهذا ما يطمئن حكومة بغداد على المضي والانشغال شمالا هذه المرة،فالجنوب هادئ وديع والتشكيلة السياسية هناك وإن اختلفت في مفصل فهي تجتمع على المفاصل الأخرى،تحسبا لما تنتجه خلافات المالكي-الهاشمي-إياد علاوي-الجبهة الكردستانية.  خصوم المالكي خارج بغداد كثروا،ولعل خصومه خارج العراق باتوا أكثر اليوم،على خلاف ما كان متوقعا من مؤتمر القمة من نتائج لتقريب العراق من محيطه العربي،فقد بات واضحا أن المساعي الدبلوماسية التي بذلتها الحكومة،قبل وبعد المؤتمر لم تأت أكلها،فهذه العربية السعودية وهذه قطر وهما قطبا آلة التغير الجديدة في المنطقة وربما الكويت وإن بدت غير ذلك وهذه تركيا إذا أضفنا لها موقفها المتعارض مع الموقف العراقي من الأوضاع في سوريا فضلا عن القناعة الأمريكية بما يدور في الذهن الشيعي المُعاضَد ضمنا من إيران والذي يقود العراق،كلها مجتمعة تنذر بما لا يبعدنا عن دائرة التغير التي إن جاءت هذه المرة ستعصف بما يسميه المتحكمون بـ "المنجز الديمقراطي".  وعلى الرغم من موقف الكثير من أبناء الجنوب،من الناقمين على الأوضاع العراقية بخاصة،من الذين هم خارج حزب الدعوة،وهؤلاء يشكلون نقطة المفارقة في العملية السياسية،من خلال تأملهم المشهد والمستقبل العراقي المقيَّد بيد حكومة المالكي،لكنهم يرونه محاطين بما تأسس في الجنوب،على ندرته،من أنشطة اقتصادية وتحسن في الأوضاع المعيشية،بما يمكن تصوره على نحو آخر ،قد يكون معززا ومساندا لموقف المالكي من الأوضاع حتى الآن. لأن المواطن البسيط هنا لا يقرأ الخلافات تلك خارج مصلحته، مصلحة طائفته، مذهبه، قبيلته فالهدوء النسبي الذي ينعم به وفرص العمل داخل أجهزة الشرطة والجيش والقطاع الخاص أو من خلال بعض المشاريع الخاصة والعامة،مشاريع حكومية وقطاع شركات أهلية تعمل فيه كمقاول ثانوي وغيرها جعلت منه غير ميّال للتفكير عراقياً،بمعنى أنه أصيب بشلل محلي،أسمه "المتحقق"بصريّا،ذي قاريّاً،ميسانيّاً..  وهذا نفر غالبا ما يجد نفسه خارج اللعبة ،أو ربما شكل المالكي نقطة مهمة في تفكيره،فالرجل من وجهة نظره قوي،كما يُري صورته في المشهد،عنيد،يحسن إدارة الأزمات،حقق الأمن في البصرة خاصة،مكّن أبناء الطائفة من أشياء لم يكونوا  ليحلموا بها من قبل،يشهد على ذلك أبناء الكتل الدينية السياسية والعشائر الذين استثمروا العضوية في مجالس المحافظات والبلديات لمنفعتهم فبنوا الدور والقصور واشتروا العرصات والبساتين وصاروا أصحاب شركات كبيرة وتجار جملة.. وسط المعادلة الصعبة هذه ينتفع المالكي ويخسر خصومه.هكذا يتصور هؤلاء في أقل تقدير .  محلياً،الأزمة العراقية قد تجد حلولها،إما بفعل قوي يقوم به المالكي أو بخدعة سياسية كالتي ألفها الشعب العراقي منذ سنوات، لكن المأزق العربي الإقليمي مع العراق يتصاعد على نحو مختلف هذه المرة،هناك أكثر من نغمة على الوتر العراقي،هناك أكثر من عازف صار وجوده أمراً واقعاً.هل يحسن رئيس الوزراء إدارتها؟ نحن ننتظر التصعيد، نحن نترقب المخيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram