اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شباب يفضلون الهجرة على وطنهم "فقدنا أحباءً وأضحينا عاطلين!"

شباب يفضلون الهجرة على وطنهم "فقدنا أحباءً وأضحينا عاطلين!"

نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:01 م

 بغداد/ دعاء آزادنظر إلى الخلف بعينين دامعتين، مودعاً مدينته التي ولد وعاش فيها لأكثر من عشرين عاما، استقل سيارة أجرة انطلقت به صوب المطار، لم يستطع يوسف ابن الـ25 عاما أن يسيطر على دموعه، حين رأى السيارة تبتعد عن منزله، لكنه مجبر على فراقه. كل ما في العراق يذكره بصديق عمره الذي قتل على أيدي الجماعات الإرهابية،
ولم يعد الحادث المؤلم يفارقه ، فقد الشعور بالأمان وبواجبه تجاه وطنه ووجد مستقبله مظلما فقرر الهجرة. بعد أن أكمل دراسته الجامعية بدأ بتجهيز أوراقه وكل مستلزمات سفره، قاصدا السويد  بعد أن سبقه أخوه الى هناك  وسهل له الهجرة، يوسف ودّع العراق بأربع كلمات وصفت إحساسه المكسور "احبك يا عراق لكنك لا تُحبني!!". إنذار مبكر يدق ناقوس الخطر في أي مجتمع، عندما يموت الحس الوطني في أهم شريحة فيه وهم الشباب، لأنهم يعتبرون روح المجتمع، ظاهرة رصدها خبراء، إذ غاب  الحس الوطني عن أغلب الشباب العراقي، وأصبحوا غير مستعدين للعمل من اجل بلادهم، وقد تراهم متعصبين لأجل مذهبهم او قوميتهم أكثر من تعصبهم لبلدهم.يقول سامر 22 عاما "رأينا مهمش وحرياتنا لا يحميها القانون وأبسط مثال، ما حدث لبعض الشباب الذين اتهموا بوصمة " الأيمو " من ملاحقات وتعرض للضرب ، فكيف لنا أن نشعر بواجبنا تجاه البلد الذي لم يعطنا حقوقنا". ويتمنى سامر في حديثه مع "المدى"  ان يحصل على فرصة سفر خارج البلاد لأنه يرى مستقبله مجهولا رغم حبه لبلده.أريد حقي ...أما فاضل 27 عاما ، يعمل في محل لبيع الملابس، فانه يبحث عن تعيين منذ ثلاث سنوات، ولما اقتنع بصعوبة طلبه قال"أي حس وطني وأي واجب... أنا ابحث عن وظيفة حكومية منذ سنوات ولم احصل عليها .. أريد حقي من هذا البلد أسوة بغيري". وعن سبب بحثه عن الوظيفة الحكومية رغم عمله المربح أوضح فاضل لـ"المدى"  ان "التعيين الحكومي مصاعبه اقل، وراتبه عال ...من منا لا يتمنى الراحة؟!".وتذكر شذى، متخرجة منذ سنوات سنة، أن "الظروف القاسية التي مرت على العراق جعلت المشاعر الجميلة تموت فينا، وتضيف "لا أرى في بلدي غير الصراعات والقتل ولم ألمس تتطورا أو تغييرا ايجابيا  فيه .. شهاداتي الجامعية معلقة على الجدار وملؤها التراب، والعمل أمام النساء ضيق جدا ومحدود، وتتابع " تعلمنا السكوت ،وتربينا في مدارسنا على أن نصمت ...لم أعد أشعر بأهميتي في وطني" .rnالمرأة أكثـر إحساساً بالتهميش فيما تقول زينب 30 عاما "المرأة في بلدنا مهمشة وحقها ضائع ، رغم أنها ليست الوحيدة من شرائح المجتمع التي تعاني الاضطهاد لكنها الأكثر معاناة". وأضافت  "أنا أحب وطني، واشعر بالفرح عندما يحقق أي عراقي في مجال ما انجازا، لكنني غير مستعدة أن أقدم له شيئاً سوى مشاعري، مستدركة "الوطن ليس مجرد ارض نعيش عليها، الوطن هو أن اشعر بالأمان فيه واضمن حقوقي كي استطيع أداء واجباتي تجاهه".دولة الزعامة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عبد الجبار السعدي عزا تلك الظاهرة إلى  "غياب السياسة الرشيدة في الدولة التي أهملت الشباب، إذ ليس لديها ما تقدمه لهم وحتى المنتديات الثقافية المخصصة لهذه الشريحة تحولت إلى منتديات حزبية. حسب تعبيره.   وأوضح ان "فقدان الحس الوطني بدأ في النصف الثاني من الثمانينات القرن الماضي  لأسباب عديدة، منها أن الدولة منذ ذلك الوقت وحتى هذه اللحظة صبت جل اهتمامها على بناء دولة الزعامة بدل دولة الوطن والمواطن، لذلك يتصور الشاب أن اي بناء أو تطور في اي مجال هو للسلطة المرتبطة بشخصية الزعيم، وليس للبلد وبذلك سوف يعمل الشاب على بناء نفسه وليس بناء بلده تطبيقا لمقولة (الناس على دين ملوكهم) وهذا يؤدي إلى انعدام الحس الوطني".وبيّن أن "حالة العبثية واللامبالاة الموجودة عند الشباب هي ناتج انعدام الشعور الوطني، وعلاج هذه القضية يأتي من الدولة وذلك بخطوتين، أولاً بتقوية سلطة القانون وتنفيذه السلطة والقضاء على الفوضوية في النظام الإداري، وإنهاء  المحاصصة واستقرار الوضع الأمني الاقتصادي، وثانيا بتوفير  لقمة العيش الكريمة لهم عن طريق إيجاد فرص عمل تناسب اختصاص دراستهم، فإذا أمن الشاب على مستقبله ستراه يفكر بالإبداع ويدافع عن بلده".ولفت السعدي إلى أن "المشكلة الأكبر هي في الشباب غير المتعلم، إذ لا احد يستقطبهم لأنهم يرون لا فائدة منهم وكذلك لا توجد فرص عمل للأكثرية منهم وهذا سيزيد الأمر سوءا. المسؤولية المشتركة عاصفة موسى المتحدثة باسم وزارة الشباب والرياضة بينت ان "تنمية الحس الوطني للشباب مسؤولية مشتركة بين المدرسة بمراحلها الابتدائية والثانوية ثم المرحلة الجامعية، اذ من المفترض أن يخصص درس ضمن المناهج الدراسية للثقافة الوطنية، شرط  ان يكون وفق المفهوم الحالي ووفق مبادئ حقوق الإنسان  والديمقراطية الصحيحة، بشكل مرن ومحبب للطالب وليس بشكل تقليدي"، مضيقة لـ"المدى"&nbs

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram