محمود النمر حين يشير المعمار والأكاديمي خالد السلطاني إلى فن العمارة ،يعني أن هناك شيئا مدهشا،هو يرصد هذه الدهشة في الفن المعماري ،ويجسد القيمة الفنية للأثر الفني الحضاري والمديني في الوقت الحاضر، حين سألته عن مقومات الفن المعماري الإسلامي وآثاره في سفر التاريخ الإنساني أجابني عن انشغلاته بهذا الفن الجميل الذي يحاول بعض المتشددين إخفاءه تحت سلطة تحريم النص !!.
= أنا الآن منشغل بموضوع لم يأخذ حقه من الدارس ، وأنا أتكلم من الناحية المعمارية وليس من الناحية الفنية ،أتكلم عن مرحلة في العمارة الإسلامية ،كلنا نعرف خطأ أن العمارة الإسلامية هي عمارة جوامع وتكايا وحسينيات إلى آخره ، وهذا هو الجانب الديني وقد اخذ حقه من الدرس، أما الجانب الآخر وهو الجانب المدني لهذه العمارة ،للمدن الإسلامية التي كانت في السابق وكيف كان السكن والتطلعات المدنية ،وانشغالاتهم اليومية ، هذا الجانب في الحقيقة لم يأخذه حقه من ناحية الدرس بما يكفي ،وهو يعادل قيمة المنجز ،لذلك أنا الآن معني بدراسة ما يسمى بالقصور- الأموية – وآنت تعرف أن الأمويين هم مؤسسو الفن والعمارة الإسلامية ،وقد بدأت العمارة الإسلامية تتمظهر بشكلها الجلي أثناء الحكم الأموي ،وهذه مسألة تاريخية. ليس لنا علاقة بالحكم الأموي سو اء كان جيدا أم غير جيد ،نحن نتكلم عن مسألة تاريخية ، تأسست فيها العمارة الإسلامية بهذا التاريخ، وكونت منجزات جميلة جدا مثل – الجامع الأموي – وقبة الصخرة – والمسجد الأقصى – وهذه الآثار كلها في العهد الأموي ، وعلى إثرها أصبحت هي التي تمثل نموذجا لجميع المساجد المنتشرة في العالم ، من قرطبة إلى الهند ،ولكن أنا مهتم بالجانب المدني لفعالية العمارة الإسلامية ،فأخذت- القصور الأموية – وكان الأمويون مغرمين ببناء القصور في بوادي الشام والأردن وفلسطين وحتى لبنان – وهذه قصور عكست الحياة المدنيّة للناس في ذلك الزمن ، وهي للخلفاء في الوقت نفسه،وأنا أدرسها أو هي عملية إعادة قراءتها بشكل جديد ،وفق معايير النقد المعاصر ، وقد وجدت فيها فعلا تأسيس لأجناس إبداعية جميلة ،اختفت أثناء تطور المجتمع الإسلامي ، أصبح هذا الحظر على الرسم والنحت لأنه هو كأساس للفن ،في حين بذلك الزمن ما كان هذا الحظر ،يعني أنا توصلت إلى قناعة ،بأن فن النحت والرسم والشخوص هذ ه جزء من المنتج الإسلامي ، أنا رأيت في – قصر الحيرة الغربي – الموجود في الشام المشيد في 720ميلادية فيه لوحة طولها 18 مترا وعرضها 12 مترا كبيرة ومرسومة بحجوم الشخوص الحقيقية ، وهم يعزفون على الآلات التي شاهدوا فيها - الوتر – الخامس وهذا أثار حفيظة المؤرخين ،لأن زرياب يعود له الفضل بإضافة الوتر الخامس ، وكان هذا في العصر العباسي ثم إلى الأندلس ،وكانت تلك اللوحة إلى الخليفة وهناك مغنية تعزف ،وأيضا في قصر – عمرة – في الأردن ،توجد شخصيات ونساء عاريات وهن َّ محظيات الخليفة ، وكذلك شخص الخليفة في الصيد ،وهو تصوير لجزء ما كان يجري بشكل عام ، كان هذا في عصر الوليد بن عبد الملك .• هناك من يقول إن الإسلام يحرم فن الرسم أو النحت منذ ذلك الحين ؟.= هناك شك في هذه الطروحات ،لماذا هذا الشك ؟ لأن عملية تأويل النص أصبحت لاحقا هي الأساس ،يعني نُسي النص وأصبحت عملية التأويل والتفسير هي جزء من المعرفة الأساسية ،الآن جزء من الناس عندما يقرؤون القرآن لم يفهموه ،بقدر ما يفهمون التفسير ،والتفسير لشخص ما وهو يجتهد في تفسير النص ،وأصبح التفسير هو المقدس وليس النص .*وكيف يتصرف الإنسان في ذلك ؟=هذه عملية غريبة لابد من الرجوع إلى النص المقدس الذي يحدد بشكل واضح المعالم ، فإن التفسير والتأويل يختلفان ولهما علاقة مشتركة بالناس وبالسلطة والرغبات وفعلا - القرآن - هو حمال أوجه ولكن في طريقة التفسير والتأويل فقط .*إذن لم يكن هناك من نص للتحريم ؟=إن هذه التفاسير للنصوص تدحضها الممارسة الجميلة للرسوم واللوحات التي وجدت منذ ذلك العهد ، ولهذا أنا في اعتقادي لم تأخذ حقها في الدرس ،لأن هناك إشكالية كبيرة الآن في هذه المعضلة . وكيف يتم اختراق هذه المعضلة ؟الآن أنا فعلا معني بإعادة قراءة هذه العمارة وهذا المنجز ،لأن القيمة الفني
المعمار د. خالد السلطاني:وجدت في العمارة الإسلامية تأسيساً لأجناس إبداعية كبرى
نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:16 م