في مثل هذا اليوم من عام 1973 فجع الفن العراقي بوفاة الخطاط العراقي الكبير هاشم البغدادي وهو في أوج تألقه الفني المدهش ، غير أن ما خفف الفجيعة به أنه خلّف مجموعة من الخطاطين المهرة ممن واصلو مسيرة المدرسة البغدادية في الخط .
ولد هاشم محمد درباس القيسي في بغداد محلة خان لاوند عام 1914 . ودرس في كتاتيبها ، وعشق الخط العربي من يفاعته ، إذ وجد مساجد بغداد مليئة باللوحات الخطية الجميلة لكبار الخطاطين المسلمين في القرون الأخيرة ، وكان بعض الكتّاب ( الملالي ) يهتمون بدرس الخط ويزرعون حبه في نفوس متلقيهم ومنهم الملا عارف الشيخلي الذي درس على يديه الأستاذ هاشم البغدادي . وعقد صلة وطيدة بالخطاط صابر وآخرين من خطاطي بغداد . وفي عام 1934 عين البغدادي بوظيفة خطاط في مديرية المساحة العامة ، وفي منتصف الأربعينات رحل إلى مصر وحصل على شهادة معهد الخطوط الملكية في القاهرة . وبعد أن ذاعت شهرته التقى الخطاط التركي الكبير حامد الآمدي وحصل منه على إجازة يعدها مفخرة من مفاخره ، وهو على حق في ذلك لما وصل إليه الآمدي من شهرة ونبوغ . وبعد سنوات أصبح هاشم البغدادي أستاذ الخط العربي في معهد الفنون الجميلة . ولعل أشهر آثاره المصحف الشريف الذي طبعته وزارة الأوقاف العراقية في ألمانيا . أما كتابه القيم ( قواعد الخط العربي ) فشهرته لامزيد عليا . إن خطوط هاشم البغدادي المتفرقة في المساجد والجوامع المختلفة ، من عيون الفن الباهر ، جديرة بالجمع والدراسة والتوثيق ، ولعل لوحاته الفذة في جامع محمود بنية في بغداد ، وهي عمله الأخير ، المثل البيّن لذلك . رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: رحيل الخطّاط هاشم البغدادي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:38 م